بوريطة في الصين لتجديد دماء العلاقات التي بدأها الملك

حل ناصر بوريطة، بداية الأسبوع الجاري، بالعاصمة الصينية بكين، في زيارة تهدف إلى تثمين العلاقات بين البلدين، التي اتخذت منحنى آخر، منذ الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس للجمهورية الصينية سنة 2016، والتي توجت بالتوقيع على الإعلان المشترك حول إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية.

وفي هذا الصدد، أكد بوريطة، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي الصيني، أن الاتفاقية التي وقعت أثناء الزيارة الملكية، تبرز بشكل جلي ”مدى الإمكانات المتاحة بين البلدين وتجسد رغبتهما الصادقة في الإسراع في بلورة هذه الرؤية المشتركة الواعدة على أرض الواقع”.

وأكد بوريطة أن العلاقات التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية الصين، اللذان يحتفلان هذه السنة بالذكرى 60 لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية، تشكل إطارا ملائما للعمل سويا على تفعيل “الشراكة الاستراتيجية” و”مذكرة التفاهم حول مبادرة الحزام والطريق”.

وفي معرض حديثه عن العلاقات العربية الصينية، أعرب بوريطة على استعداد المملكة المغربية الدائم للإسهام الفعال في كل المبادرات الهادفة إلى وضع الأسس القوية والمتناسقة لشراكة مندمجة بين الصين والدول العربية، قوامها احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، تروم تطوير آليات العمل المشترك وتشجيع الاستثمار وتأهيل الاقتصاد والمواطن في المنطقتين، على أساس الاحترام المتبادل ومبدأ رابح – رابح.

وشدد الوزير على أن ما يجمع الدول العربية بالصين لا يقتصر على العلاقات الدبلوماسية فحسب، وإنما ”ينبني أكثر من ذلك على روابط تاريخية وحضارية استندت في نشأتها على طريق الحرير القديم، الذي كان له الدور الفضل في زيادة مساحة الاختلاط والتجاذب الثقافي والتأثير الإيجابي المتبادل بين شعوب المنطقتين”.

واعتبر أن الدعم الصيني للقضايا العربية، يشكل سندا وازنا يسهم بثباته في إعلاء صوت العقل والحكمة ويسهم في الحيلولة دون تجاوز قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبالقدس الشريف.

وأشار السيد الوزير إلى أن المملكة المغربية، في شخص الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، تثمن دعم الصين الموصول للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة وعدم اتخاذ أية قرارات أحادية الجانب من شأنها أن تقوض جهود إحياء عملية السلام وإبعاد ملف القدس عن طاولة المفاوضات وعزله عن ملفات الوضع النهائي.

وتجدر الإشارة إلى أن منتدى التعاون العربي – الصيني أنشئ سنة 2004، بهدف تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي، من أجل خدمة أهداف التنمية المشتركة في العديد من المجالات وتعميق الصداقة الصينية العربية التقليدية وبناء منصة للحوار بغية تبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

ويعتبر اجتماع وزراء الخارجية النشاط الأعلى مستوى في آليات المنتدى، بحيث يضم وزراء خارجية كلا الجانبين وأمين عام جامعة الدول العربية ويعقد مرة كل سنتين بالتناوب في الصين أو المقر الرئيسي لجامعة الدول العربية أو إحدى الدول العربية، ويبحث المنتدى في كيفية تعزيز مجالات التعاون الصيني العربي.

كما يهتم المنتدى بتطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية من خلال آليات عدة كمؤتمر رجال الأعمال، الندوة الاقتصادية التجارية الخاصة، مؤتمر التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة وإقامة مهرجان الفنون العربية الصينية، ندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين العربية والصينية وكذا مؤتمر الصداقة العربية الصينية وغيرها من الآليات.

وفي إطار أنشطة المنتدى من المنتظر أن يحتضن المغرب الندوة القادمة للتعاون العربي-الصيني في مجال الإعلام وكذا للدورة الثانية لملتقى المدن الصينية والعربية خلال سنة 2018.


تساقطات ثلجية ورياح عاصفية تضرب هذه المدن المغربية

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى