استقالة “زعيم يساري” بسبب الحج.. الكنبوري: مشكلة اليسار مع الدين معقدة

هاجم ادريس الكنبوري، المحلل السياسي، حزب الطليعة الديمرقراطي الاشتراكي، بعد مطالبته من الكاتب العام علي بوطوالة، الاستقالة من الحزب بعد أدائه لمناسك الحج.

واعتبر الكنبوري أن ما قام به الحزب تجاه الكاتب العام سلوك سقطت من خلاله كذبتان كبيرتان هما حرية التدين وعدم وجود مشلكة لليسار مع الدين، مضيفا “الآن تبين أن حرية التدين غير موجودة وأن مشكلة اليسار المغربي مع الدين معقدة”.

وأوضح الكنبوري في تدوينة على صفحته الرسمية بالفايسبوك أن “قضية الكاتب العام لحزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي، علي بوطوالة، الذي أدى مناسك الحج وعاد لكي يجد رفاقه في الحزب بانتظاره لإخراجه من الملة، سوف تدخل حوليات تاريخ اليسار في المغرب من أوسع الأبواب. فقد تمت مطالبته بالاستقالة لأنه خرق واحدا من مبادئ الحزب الضمنية، وهي أن يكون ملحدا”.
وأضاف الكنبوري “لكن هذا جزء من اليسار المغربي وليس كل اليسار. القسم الأكبر من اليسار في المغرب كان إلى جانب حرية التدين ومر في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية رجال متدينون وكانت لهم مواقف صريحة في معارك وطنية، أذكر منهم المرحوم محمد الحبيب الفرقاني ومحمد الحبابي وطبعا المفكر الراحل محمد عابد الجابري. في كل الأحوال كان اليسار التقليدي يفرق ما بين الموقف السياسي والإيديولوجي من الدين وبين التدين، بمعنى كان يطبق مقولة أن الدين مسألة شخصية ويمارسها بكثير من التسامح”.
وتابع الكنبوري قائلا “أما الموقف الجديد الغريب الذي عبر عنه بعض أعضاء حزب الطليعة فهو أكثر المواقف راديكالية ويصادر حق الأفراد في ممارسة قناعاتهم الدينية بحرية. ما أخرج به من هذه الواقعة أن مقولة حرية الاعتقاد كما يتم تداولها لدى البعض غالبا ما تكون صالحة عندما يتعلق الأمر بشخص يطعن في الإسلام أو ينتقل منه إلى دين آخر، أما عندما يكون الاتجاه هو العكس فإن مقولة حرية الاعتقاد تصبح عربة بلا عجلات. بمعنى هناك اعقتادات تصلح معها المقولة، وهناك اعتقادات لا تصلح معها، بينما الأصل أن حرية الاعتقاد تشمل أي معتقد كان”.
وكشف الكنبوري “الغريب أن هذا الموقف الشاذ يأتي في زمن انتهى فيه اليسار وأصبح مثل السيارة التي انقلبت في الطريق ولم يعد شيء يشتغل فيها سوى الراديو، بحسب وصف جميل للماركسي السوري الراحل ياسين الحافظ وهو يتحدث عن الوضع العربي في الستينات في كتابه”الهزيمة والإيديولوجية المهزومة”. في الحقيقة بمثل هذا الموقف يصطف اليسار الراديكالي مع الإمبريالية الأمريكية”.

وكان الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، علي بوطوالة، تقدم بطلب لإعفائه من جميع المسؤوليات التي يتحملها داخل التنظيم السياسي اليساري، بعد الجدل الذي أثير حول سفره لأداء مناسك الحج بالديار السعودية.


أشرف حكيمي يفضح هجوم باريس سان جيرمان

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى