المرزوقي:لا يمكن أن نضحي بمستقبل مئة مليون مغاربي لأجل مئتي ألف صحراوي

قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها أيمن المرزوقي الرئيس التونسي الأسبق عن الكثير من مواقفه السياسية بكل وضوح، خاصة تلك التي تهم المنطقة المغاربية، ومنها على وجه التحديد قضية الصحراء المغربية.

وقد كانت الفرصة مواتية ليكون السؤال مباشرا ويكون الجواب أوضح، خاصة حينما سألته صحيفة “القدس العربي” :

■ بخصوص الملف الصحراوي وبعد التوتر الأخير وما حصل في منطقة “الكركارات” لاحظنا نوعاً من الصمت الرسمي في بلدين مغاربيين هما تونس وموريتانيا. هل ترى الأمر مبرراً؟ وهل تعتقدان مثل ذلك الموقف قد أنهى فعليا آخر فرصة لإعادة إحياء اتحاد المغرب العربي؟ ثم هل ترى أن تمسك تونس وموريتانيا بالحياد في هذا الملف بالذات ما زال الآن مناسباً؟

■ أنت تعلم إلى أي مدى أنا مغاربي سعيت وأسعى إلى الدفع بهذا المشروع. لكن من الواضح أن هناك قوى مصممة على إجهاضه. وبالتالي فكلما تقدمنا ووجد حل معقول للمشكل الصحراوي في إطار الحكم الذاتي داخل المغرب واتحاد مغاربي كبير إلا تقوم قوى معينة بنوع من الضربات الإرهابية لمنع ذلك. والناس التي تتحمل مسؤولية إفشال المشروع المغاربي هي التي تقف وراء عمليات البوليزاريو الأخيرة التي لا هدف من ورائها إلا منع أي تقارب أو تحقيق للحلم المغاربي. وأنا لدي أمل في أن التغيير الذي سيحصل في الجزائر بتغيير القيادات وبالحراك وبالديقراطية سيأتي بجيل جديد من الحكام تكون لهم الشجاعة والوطنية ليفهموا أن هذه السياسة التي ضيعت علينا أربعين عاما يجب أن تنتهي وينبغي علينا اليوم أن ندخل في عملية إيجابية للتقارب بين الشعوب. فلا يمكن أن نضحي بمستقبل مئة مليون مغاربي لأجل مئتي ألف صحراوي في حين إن هؤلاء يجدون أنفسهم معززين ومكرمين داخل اتحاد مغاربي وضمن الحكم الذاتي في الدولة المغربية. نحن نريد توحيد الدول ولا نريد إعادة التقسيم. لأنه إن قبلنا بذلك فما الذي سيمنع غدا من المطالبة بتقسيم الجزائر أو تونس؟ لقد كنا للأسف الشديد رهائن لدى مجموعة في النظام الذي ثار ضده الشعب الجزائري. وأملي الكبير في أن الجيل الجديد من الحكام الجزائريين الذي سيأتي به الحراك والديمقراطية هو من سيسعى إلى إنهاء هذه المشكلة وأن نبني اتحاد المغرب الكبير الذي لن يكون بالبوليزاريو وبتقسيم المغرب.


هزة أرضية تضرب إقليم الحوز

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى