أبو حمزة البلجيكي.. قصة لص جند مغاربة وجزائريين بـ”داعش” لضرب فرنسا
كشفت اعترافات بلجيكي من أصول مغاربية، يدعى طارق جدعون ويلقب بـ”أبو حمزة البلجيكي”، عن حقائق مثيرة وغير مسبوقة، أثناء التحقيق معه من قبل الأجهزة المختصة العراقية والتي ألقت القبض عليه شهر يوليوز الماضي لصلته بالتنظيم الإرهابي ”داعش”، لاعتباره أحد قيادييه المطلوبين للعدالة الأوربية، بعد أن تمكن في وقت وجيز من تجنيد المئات من المهاجرين المغاربة والتونسيين والجزائريين والالتحاق بصفوف تنظيم الدولة في سوريا والعراق.
وذكر مجلس القضاء الأعلى العراقي، السلطة الإدارية العليا المختص بشؤون السلطة القضائية في العراق، أن البلجيكي من أصولٍ مغاربية، ”ابتدأ حياته لصاً فجنده بائع مخدرات تونسي للتنظيم الإرهابي بعد أن التقيا في سجن بمدينة ليج البلجيكية، الأول يقضي حكما لسرقة سوبر ماركت والثاني لبيعه المخدرات؛ تعارفا وصار التونسي يحدث أبو حمزة البلجيكي، الذي قبضت عليه القوات المسلحة العراقية أثناء تحرير الموصل، عن تنظيم داعش وجهاد الكفار وضرورة الهجرة إلى سوريا والعراق للمشاركة في نصرة التنظيم والدين.”
وزاد أبو حمزة البلجيكي أثناء التحقيق معه من قبل المجلس المذكور “بعد انتهاء مدة السجن التي دامت سنة واحدة التقيت بمجموعة ممن كانوا معي في الحبس، واتفقنا بعد جلسات لتعلم أحكام الدين والجهاد أن نتوجه إلى سوريا للانضمام فعليا للتنظيم والمشاركة في القتال وكان هذا في العام 2014″.
وذكر ضمن اعترافاته أنه سافر إلى سوريا رفقة ثلاثة آخرين: ”أنا ورضوان الحجاوي وفؤاد بن جدو بلجيكيون من أصول مغربية ولطفي أومر بلجيكي جزائري”، مضيفا: “رضوان ولطفي قاما بالسفر قبلنا وصرنا نتواصل معهما لمعرفة كيفية الوصول، فأخبرانا بأن كل ما علينا هو الوصول الى تركيا وهناك من سيتكفل بإيصالهما إلى سوريا”.
ويسترسل ضمن اعترافاته دائما: “قصدنا أنا وفؤاد مطار شارل البلجيكي، وحجزنا تذكرتين إلى رومانيا ومنها إلى تركيا، انتقلنا من أسطنبول إلى أنقرة و منها إلى مدينة أورفة الحدودية مع سوريا، كانت كل تحركاتنا بمشورة رضوان الذي زودنا برقم هاتف لشخص يدعى إبراهيم الشيشاني الذي تكفل بنقلنا إلى الأراضي السورية”.
وزاد قائلا: “وبعد يوم قضيناه في احد فنادق مدينة أرفة نقلنا إبراهيم الشيشاني الى مجموعة من السوريين قاموا بإدخالنا الى الأراضي السورية مشيا على الأقدام إلى أن وصلنا إلى مضافة، مكثنا بها ساعة قبل أن ينقلونا وآخرين بباصات إلى مضافة أخرى، ومنها إلى معسكر في مدينة الرقة السورية.
وأضاف: “أسبوعان هي المدة التي قضيناها في المعسكر تعلمنا فيها بعض الأحكام الدينية وفنون استعمال الأسلحة المختلفة، وفي نهاية الأسبوعين طلبوا منا أن نبايع الخليفة ابو بكر البغدادي وهو ما فعلناه، ثم انتقلنا إلى معسكر آخر في مدينة الطبقة لإكمال التدريبات العسكرية على يد “أبو قسورة السوري” الذي كناني بـ (أبي حمزة البلجيكي)، قضينا أسبوعين كذلك في هذا المعسكر”.
وبعد إكمال التدريبات، يقولأبو حمزة البلجيكي “أعادونا إلى مدينة الرقة وأخبرنا أبو قسورة بأنكما جنديان للدولة الإسلامية في ولاية الرقة لمحاربة الكفار وخصصت لي كفالة مقدارها “100 دولار” شهريا وكان واجبي الأول هو المرابطة على الحدود السورية التركية”.
بعد اندلاع المعارك في مدينة كوباني ”أرسلت مع مجموعة لمؤازرة التنظيم ضد القوات الكردية، لم أكن أملك غير سلاح رشاش وبقيت ليومين في كوباني وبعدها تمت إعادتنا إلى مدينة الرقة”، يقول طارق الذي أضاف أنه بعد العودة من كوباني “صرت أتصل برفقائي البلجيكيين واتفقنا أن نذهب معاً إلى ولاية حمص للانضمام الى (جيش الخلافة) و الذي يعرف بـ “دابق” كونه أعلى من أي فصيل داخل التنظيم والمسؤول عنه هو وزير الحرب في التنظيم، وبعد تقديم طلب لمسؤوله بالفعل تم قبولنا ضمن الجيش”.
بعد هزيمتنا في كوباني التي عدت إليها مرة أخرى، يكمل البلجيكي، طلب مني العودة الى مدينة الرقة للإشراف على تدريب أكثر من ستين ممن نسميهم بأشبال الخلافة وتتراوح أعمارهم بين الثامنة والثالثة عشر، وتتضمن التدريبات اللياقة البدنية واستعمال الأسلحة الخفيفة، وكان أغلب الأطفال من أبناء المهاجرين والسوريين.
وزاد بالقول: “منتصف عام 2015 طلب منا الانتقال إلى مدينة الموصل”، يضيف البلجيكي “وبالفعل تم إدخالنا عبر منفذ البعاج ومنها إلى تلعفر وبعدها قصدنا محافظة صلاح الدين، وشكلنا فيها فرقة تدعى: فرقة ابو معتز القريشي وهي فرقة خاصة بالمهاجرين وترأسها ” أبو علي الشيشاني”.
وذكر المتحدث “أصبت بقدمي وكتفي أثناء تواجدي في منطقة الحراريات، ونقلت على أثرها إلى مستشفى الحويجة وبعدها الى مستشفى ولاية نينوى، وعند إتمام معالجتي ولأن القوات العراقية حررت اغلب مناطق صلاح الدين نقلونا الى محافظة الأنبار”.
لم يكن دور أبو حمزة البلجيكي مقتصراً على القتال فقط، بحسب اعترافاته لأعلى هيئة قضائية بالعراق، بل كان مسؤولاً عن خلايا في أوربا ويقوم بالدعوة الى القيام بعمليات إرهابية في أوربا وأميركا ويدعو المسلمين الأجانب إلى القدوم لسوريا والعراق، حيث يؤكد “قمت بتصوير مقاطع فيديوية من الموصل أدعو فيها المجاهدين في أوروبا خاصة في فرنسا وبلجيكا للقيام بعمليات انتحارية”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية