هل مشروع محرقة النفايات بمديونة خطير على صحة المواطنين؟
نظم الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة يوم أمس الثلاثاء لقاءا صحفيا بمناسبة يوم التنظيف العالمي، في موضوع “أي خيار لتثمين مستقبل النفايات بالدار البيضاء” للوقوف على مشاكل النظافة التي تعاني منها مدينة الدار البيضاء، وكذا الوضع الكارثي الذي أصبح عليه مطرح النفايات بمديونة، ومن تم اختيار النموذج المناسب لتدبيره.
ويرفض أعضاء الائتلاف خيار المفوض في تشييد مصنع لحرق النفايات في المطرح باعتباره مصدرا للانبعاثات السامة، بالإضافة لتكلفته المالية المرتفعة التي سترهق ميزانية المدينة، ولعدم إمكانية امتثاله للمعايير الدولية، أيضا فإن الدول الأوروبية صرحت عدم إمكانية الاستمرار على نمط الحرق لأضراره الكارثية على الصحة والبيئة، كما لا يمكن حرق كل شيء إنما التوجه نحو الاستفادة من الكارتون والزجاج والبلاستيك وغيره.
وعن ذلك، أكد مجلس المدينة في شخص محمد حدادي، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بالنظافة لموقع “سيت أنفو”، أن الندوة التي تم عقدها وكانت أغلب توجهاتها نحو إحداث محرقة لم يكن قرارا نهائيا إنما طلب اهتمام وعروض من الشركات التي قدمت ملفها لتدبير المطرح لمناقشة إقتراحاتها، كما أن أي قرار يهم مديونة لن يتم إلا بحضور وزارة البيئة والمسؤولون عنها”.
وأشار المتحدث في السياق نفسه على أن “أغلب الشركات التي قدمت اقتراحاتها تظن على أن النفايات الضخمة التي يستقبلها مطرح مديونة يوميا لن يتم تدبيرها بطريقة جيدة إلا من خلال المحرقة، غير أنه كانت اقتراحات أخرى لعدد من الشركات، وعلى الائتلاف تقديم دراسته للجماعة التي سترى في الأمر وربما العمل بفكرته”.
وأكد على أن الجماعة ستقوم أولا بدراسة تجارب الدول التي بينت نجاحا في تدبير نفاياتها، ومن تم مناقشتها مع المجلس الذي سيعمل على المصادقة عليها، لكن بعد التشاور مع المسؤولين عن البيئة أولا، ومن تم العمل على حل مشكل مطرح مديونة قريبا.
ويعتبر يوسف شقور، المدير العام لشركة “كليمنجارو”، التي تعيد تدوير زيت الطهي وتحويله إلى غاز حيوي أن أفضل حل لتدبير مطرح المدينة هو تغيير نظرتنا للنفايات، وكذا التوجه نحو استراتيجية تقوم على الاقتصاد الدائري للنفايات من خلال إعادة التدوير والفرز والتثمين، وتطوير أنواع الوقود البديلة عن طريق المعالجة الميكانيكية والبيولوجية للنفايات، وتبني وسائل قانونية للمراقبة وضمان عدم وجود تأثير سلبي على البيئة والصحة.
ولتبني حلول أفضل لتدبير المطارح، تم الاستعانة بالتجربة اللبنانية من خلال تدخل بول أبي راشد، رئيس جمعية الأرض بلبنان الذي لم يحضر اللقاء لأسباب خاصة، وتوصل “سيت أنفو” بنص مداخلته، أوضح فيه أهم مبادئ الحملة الوطنية التي قامت بها لبنان للفرز من المصدر، تحت شعار “افرز بالألوان… تينضف لبنان” من أجل تحقيق إدارة مستدامة للنفايات.
وأكدت هذه الحملة على مدى عدم ملاءمة المحارق لتكوين نفايات بيروت، والاعتماد على الإدارة المستدامة للنفايات المنزلية الصلبة من خلال الفرز من المصدر والفرز الثانوي، وكذا تطبيق قانون للنفايات يحترم الهرم التسلسلي، والاعتماد على معالجة بيئية عبر تسبيخ النفايات العضوية، وتدوير النفايات الغير عضوية واعتماد المرفوضات كوقود بديل وطمر صحي.
وشددت الجمعية على أهمية هذا الخيار كحل بيئي ناجح سيمكن بيروت وكذا مدينة الدار البيضاء من توفير 60مليون دولار في السنة، بالإضافة لتجنب خسارة أملاك عامة لإنشاء محرقة وعدم تلوث الهواء، وكذا تجنب البحث عن مطمر للرماد السام وعدم هدر المواد الأولية لصناعة التدوير، والأهم من ذلك توفير فرص عمل لأبناء المدينة.
بسمة زماني
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية