مهندس طبوغرافي يحكي تفاصيل عملية انتشال الطفل “ريان” من البئر
كشف المهندس الطبوغرافي، طارق المفتوحي، أحد المشاركين في عملية انتشال الطفل ريان من الثقب المائي الذي سقط داخله بإقليم شفشاون، تفاصيل جديدة عن العملية التي استمرت طيلة أيام.
وأكد المفتوحي في مقال له، أنه استدعي صبيحة اليوم الرابع لسقوط ريان وتمّ تكليفه بالجانب الطبوغرافي إلى جانب فريق من المهندسين، حيث تم العمل على “تحديد إحداثيات الطفل لمساعدة عمّال الحفر في الاتجاه الصحيح، وباستعمال أدوات القياس تمكنّا من معرفة مكانه بالضبط”.
يقول المتحدث”كانت البداية خطرة جدّا وذلك بسبب تساقط الأحجار وكذا الأتربة العالقة داخل الحفر ، وما إن همّ العمّال بالدخول إلى منطقة الحفر الأفقيّ حتّى تساقطت كميات كبيرة من الأتربة بداخل الحفرة وغطّت جزءً كبيراً منها والنّتيجة ساعتان من العمل الإضافيّ لأجل إخراج التربة المتساقطة”.
وأضاف أن يوم الجمعة على الساعة الحادية عشر ليلا ” قام العمّال بوضع أسطواناتٍ حديديّة بداخل النّفق حتّى تحفظ العمّال من الأتربة المتساقطة وتجعل عملية الحفر اليدويّ أكثر أمنا، وقد كان المطلوب منّي رفقة فريقي أن نقوم بتحديد الموقع بعد كلّ مسافة جديدة من الحفر”.
وتابع “وكان لزاما أن ندخل النّفق في كلّ مرّة لنحدّد مكان الصّغير مجدّدا و لنرشد عمّال الإنقاذ إلى الاتّجاه المطلوب ، كان علينا أن نحدّد الاتجاه أفقيا بدقّة و العمق كذلك لأنّ أيّ خطأ كان قد يكلّفنا حياة ريان، الذي كنّا نطمح إلى إيجاده حيّا”.
وأشار المهندس أن اليوم الخامس من العملية اعترضت طريقهم “الكثير من الأحجار الصّلبة والتي حالت دون الوصول في الوقت الذي حدّدناه سابقا .. كان عمّي علي الصّحراوي هو المسؤول الأوّل عن الحفر، بينما كنت أنا أدخل من حين لآخر إلى النّفق لأتأكد من أنّ الحفر يسير في العمق و الاتّجاه الصحيحين، كنتُ أوجّه العمّ في كلّ مرّة لينزل بضع سنتمترات أو يصعدها”.
وتابع ” أنهى عمّي عليّ و فريقه مهمّتهم التي كُلّفوا بها، وأخذ مكانهم فريق الإنقاذ، و قمنا نحن بإعادة تقييم الوضع بكل أبعاده ، المسافة المتبقية ، المخاطر ، احتمالات الوصول ، كان الخطر الأكبر هو إمكانية سقوط التربة على كل من كان يعمل هناك ، وهذا بسبب الطبيعة الجيولوجية للمكان ، كما أنّ احتمال أن تفشل عملية الحفر بسبب كون البئر غير عمودية كان واردا جدّا”.
وأضاف “بدأت فرق الوقاية المدنية باستخراج الأتربة لمدّة نصف ساعة بعدها كنّا ندخل النفق لأخذ القياس المتبقي و تصحيح المسار، ثمّ يعود الفريق مجددا للعمل لنصف ساعة أخرى ، و نعود نحن لأخذ القياس مجددا.كانت مسؤولية كبيرة تحمّلها الجميع للوصول إلى الصغير ريان”.
اجتماع طارئ عقد يوم السبت على الساعة السابعة والنصف مع مدير العملية الضّابط سفيان الذي كان حاسما في قرارته دائما ، طلب منّا مجددا القياس الدّقيق، و بعد إعادة الحساب وجدنا أننا على بعد 35 سنتمترا أفقيا عن جدار البئر و 110 سنتمتر عمقا ، و هناك تمّ إدخال جهاز الذبذبات الصوتية من أعلى البئر لمعرفة أنّنا في الاتجاه الصّحيح و وجدنا أنّنا كذلك بالفعل إنّنا الآن بالضّبط في المكان و الارتفاع المطلوب”.
يقول المهندس الطبوغرافي “لقد كانت اللّحظات الأخيرة هي اللحظات الحاسمة، و كانت السنتمترات الأخيرة هي الأدقّ وكان القرار الذي تحملّناه صعبا، إلّا أنّ الله كان معنا و لم يُخيّب أملنا ، بل يسّر لنا الوصول إلى الصغير بعد كلّ هذا العناء، كان رجاؤنا أن يكون ريان حيّا، لكنّ الله بحكمته كتب له الوفاة في هذه الظروف الصعبة و عزاؤنا فيه أنّه طيرٌ من طيور الجنّة “.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية