في “آيت عميرة”.. 80 ألف نسمة تقصد مستوصفا شُيّد منذ الاستعمار
أصبح تعداد ساكنة الجماعة الترابية لأيت عميرة، يناهز الـ80 ألف نسمة، رقمٌ جعل من المنطقة أول جماعة على صعيد إقليم اشتوكة آيت باها، حيث نسبة السكان مرتفعة، وفق ما أفرزته نتائج الإحصاء المُنجز خلال سنة 2014، نظراً للضيعات الفلاحية ومعامل التلفيف المتركزة فيها، والتي جعلت اليد العاملة التي توافدت من مختلف ربوع البلاد، تجد لنفسها موطئ قدم في المنطقة، لتواجد فرص وفيرة للشغل.
غيْر أن جماعة آيت عميرة ما زالت تتوفر على مستوصف صغير، أصبح لا يتماشى مع متطلبات قاطني المنطقة، الذين يقصدونه من إجل إجراء فحوصات أو تلقيح الرُضَّع، وغيرها من الخدمات الطبية التي يُقدّمها المركز الصحي.
بَيْدَ أن إحداث مركز صحي آخر بالمنطقة، أصبح ضروة مُلحة بالنظر إلى نسبة الكثافة السُّكانية المرتفعة فيها، وبالنظر كذلك إلى المواطنين الذين يقفون في طوابير طويلة منذ أن يفتح المركز الصحّي، أبوابه خلال الساعة الثامنة والنصف صباحا، حيث ينتظرون الوقت الذي يحين فيه دورهم، للاستفادة من الخدمات الطبية.
فالمركز الصحي لآيت عميرة، لا يتوفر سوى على طبيبين وخمسة ممرضين، حيث إن هذه الأطر الطبية، يراها متتبعون للشأن المحلي، غير كافية، من أجل تقديم خدمات صحية للمواطنين الذين يتقاطرون على المستوصف من مختلف دواوير جماعة آيت عميرة، نظرًا لوجود كثافة سكانية مرتفعة بالمنطقة.
أبوبكر بن سيهمو، المنسق الجهوي للمركز المغربي لحقوق الإنسان، أبدى استغرابه في تصريح لموقع “سيت أنفو”، إزاء الوضع الصحي بمنطقة آيت عميرة، حيث قال ” إن المستوصف تم بناؤه منذ عهد الاستعمار، وكان وقتئذٍ يُلبّي الحاجيات الطبية لعدد قليل من المواطنين الذين كانوا حينها يقطنون بالمنطقة.
كما أضاف أن وجود كثافة سكانية بالمنطقة تجاوزت الثمانين ألف نسمة، اليوم، تستدعي من المسؤولين على قطاع الصحة، بناء مستشفى محلي بالمنطقة، أو على الأقل تزويد المركز الصحي بمزيد من الأطباء والممرضين الذي يفتقر إليهم، من أجل تسهيل استفادة المواطنين من الخدمات الطبية المُقدمة، دون أي عناء “، حسب تعبير المتحدث.
ومن جانبه، أورد الدكتور خالد الريفي المندوب الإقليمي للصحة باشتوكة آيت باها، أن الجماعة الترابية لآيت عميرة تتوفر على مؤسستين صحيتين في خدمة المواطنين؛ الأولى عبارة عن مركز صحي بمركز المنطقة، يتوفر على طبيبين وخمسة ممرضين علاوة على خمس مولدات (قابلات) يتواجدن في دار الولادة بالمستوصف، حيث تم إضافة اثنتين مؤخرا، بعد أن كان المركز الصحي لايتوفر سوى على ثلاث مولدات، والثاني عبارة عن مستوصف قروي يتواجد بدوار أنو الجديد بقبيلة آيت إعزا التابعة لجماعة آيت عميرة، والذي يتوفر على ممرض واحد، حاليًا.
وأردف المُتحدث، في تصريح لموقع “سيت أنفو”، أن منطقة آيت عميرة، تتوفر على مستوصف آخر، متواجد بدوار علّال، حديث التأسيس، مؤكدًا أنه تم افتتاحه، مشيراً إلى أنه تم وضع مخطط يرمي إلى تحويل مستوصف أنو الجديد إلى مركز صحّي، وبناء مركز صحي ثانِ بمركز آيت عميرة، حيث سيتم تشييده بدوار الطاوس، مع بناء مستوصف قروي بدوار الرجيلة.
واستطرد المسؤول الأول عن قطاع الصحة باقليم اشتوكة آيت باها، أن المركز الصحي الحالي لمنطقة آيت عميرة، تم تزويده بطبيب ثالث، كاشفاً أن المندوبية الإقليمية تقوم بتوزيع الأدوية على المراكز الصحية حسب نسبة الكثافة السكانية بالمناطق التي تقع فيها، وسيما أدوية الأمراض المزمنة، كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم فضلا عن أدوية الولادة.
وأردف الريفي، مُجيباً عن سؤال الموقع، حول عدم توفر المركز الصحي لآيت عميرة على سيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة، أن الإقليم لا يتوفر سوى على 10 سيارات إسعاف تابعة للوزارة، والتي لا تتواجد في جميع المراكز، مُؤكدًا أن نقل المرضى من المركز الصحي إلى المستشفى يبقى من اختصاص سيارات الإسعاف التابعة للجماعات الترابية، حسب ما ينص عليه القانون الجديد الخاص بها، غير أنه بالرغم من ذلك فالمندوبية الإقليمية للصحة تُساعد الجماعات في نقل المرضى، بين الفينة و الأخرى، وفق تأكيد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة باشتوكة آيت باها.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية