عودة مغاربة العالم.. الجالية المغربية المقيمة بالمملكة المتحدة تشيد عاليا بالمبادرة الملكية
أشاد فاعلون جمعويون وأعضاء الجالية المغربية المقيمة بالمملكة المتحدة، أمس الاثنين، بالتعليمات الملكية السامية الرامية إلى تسهيل عودة مغاربة العالم إلى وطنهم الأم، مبرزين الحمولة النبيلة لهذه الالتفاتة الملكية على المستويات الأخلاقية، المادية والجمعوية.
وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أجمع مغاربة المملكة المتحدة على التعبير عن عرفانهم إزاء هذه المبادرة الملكية التي تأتي لتدعيمهم في عز الأزمة الصحية وتعزيز الروابط القوية التي يحرصون على الحفاظ عليها مع وطنهم الأصلي.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس شبكة الكفاءات المغربية بالمملكة المتحدة، نور الدين أبو الدهاج، أن هذه “المبادرة الملكية تعكس الاهتمام الموصول الذي ما فتئ يحيط به جلالة الملك جميع أفراد الجالية المغربية”، مؤكدا أن التعليمات الملكية جاءت لـ “تبديد مظاهر القلق وإزالة الالتباس” الذي تولد لدى الكثير من أفراد الجالية منذ الإعلان عن إعادة فتح الحدود المغربية.
وقال أبو الدهاج إنه “من خلال إصدار تعليماته السامية لمختلف الفاعلين المعنيين قصد تسهيل ومصاحبة أفراد الجالية المغربية، يكون جلالة الملك قد ولد فرحة كبرى وارتياحا في نفوس مغاربة المملكة المتحدة، الراغبين في زيارة أسرهم”، مسجلا أن شركة النقل الجوي الوطنية، الخطوط الملكية المغربية، تفاعلت بالفعل مع التعليمات الملكية من خلال تقليص أسعار التذاكر بالنسبة لموسم الصيف إلى غاية 30 شتنبر.
من جهتها، اعتبرت رئيسة مركز الحسنية للمرأة المغربية بلندن، سعاد الطالسي، أن القرار الملكي “يأتي في الوقت المناسب” اعتبارا لوقع الجائحة على نفسية المغاربة الذين يتشبثون أيما تشبث بوطنهم الأم.
وبحسب الطالسي، فإن “الحاجة إلى العودة لأرض المنشأ والملاقاة مع الأقارب، أجج شعور الوحدة لدى الكثير من الأشخاص” خلال ما يقرب من سنتين، مشيرة إلى أن المبادرة الملكية جاءت “لتثلج صدور مغاربة العالم”، عبر تمكينهم أخيرا من العودة من جديد إلى أحضان عائلاتهم.
وبالنسبة لنائبة رئيس المركز المغربي للحماية الاجتماعية ببرمينغهام، فإن المبادرة الملكية، التي تشكل عربونا آخر على الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك لجميع رعاياه، لاسيما من مغاربة العالم، تأتي لتسوية الصعوبات المالية المرتبطة بالتكلفة الباهضة للسفر المترتبة عن تداعيات الجائحة، وكذا الإشكاليات الاجتماعية لدى بعض المهاجرين المطالبين بالعودة إلى المغرب قصد تسوية أمورهم.
وأكدت أن الجالية المقيمة ببرمينغهام تلقت “بارتياح” التعليمات الملكية السامية الموجهة للسلطات المعنية ومجموع المتدخلين في مجال النقل، قصد العمل على تسهيل عودتهم إلى الوطن بأثمنة مناسبة.
وفي نفس السياق، أوضحت المحامية ومؤسسة مكتب “ستيرلينغ ستامب”، إحسان الإدريسي الحساني، أن الجالية المغربية المقيمة بلندن استقبلت بـ “فرحة عارمة” الالتفاتة النبيلة لصاحب الجلالة، الداعية إلى قيام الفاعلين في قطاع النقل الجوي إلى اعتماد أسعار مناسبة خلال الموسم الصيفي.
وقالت إن “جلالة الملك لطالما أحاط رعاياه في الخارج بعنايته الكبيرة، وتعليمات جلالته السامية ليس من شأنها سوى تعزيز الروابط التي تجمعنا ببلدنا”، مسجلة أن وقع الأزمة الوبائية كان “شديدا على المستوى المالي والنفسي بالنسبة للجميع، ولاسيما المغاربة المقيمين بالمهجر”.
وأضافت أن “البعد عن الأسرة والأقارب لمدة سنتين ليس بالأمر الهين. لكن هذه المبادرة الملكية التي تظهر الخصال الإنسانية العالية لجلالة الملك، جاءت لتخفيف العبء المادي للسفر، الذي كان ثقيلا للغاية بالنسبة للأسر في الظروف الراهنة”.
في نفس السياق، أشارت إيمان بوزير، الطبيبة النفسية وعضو المجلس البريطاني للتحليل النفسي، إلى أهمية هذه الالتفاتة الملكية التي ستشجع بشكل أكبر عودة العديد من الأشخاص الذين كانوا “محبطين” من ظروف السفر الحالية إلى المغرب.
وكان الملك قد أصدر، في إطار العناية الكريمة التي ما فتئ يوليها لأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وتجسيدا لحرصه المولوي على استمرار ارتباطهم بوطنهم الأم، تعليماته السامية للسلطات المعنية وكافة المتدخلين في مجال النقل، قصد العمل على تسهيل عودتهم إلى بلادهم، بأثمنة مناسبة.
وفي هذا الإطار، أمر الملك، كل المتدخلين في مجال النقل الجوي، خاصة شركة الخطوط الملكية المغربية، ومختلف الفاعلين في النقل البحري، بالحرص على اعتماد أسعار معقولة تكون في متناول الجميع، وتوفير العدد الكافي من الرحلات، لتمكين العائلات المغربية بالخارج من زيارة وطنها وصلة الرحم بأهلها وذويها، خاصة في ظروف جائحة كوفيد-19.