درس في الوفاء والتضحية.. قصة تبرع أم مغربية لرضيعها بفص من الكبد لإنقاذ حياته -فيديو
بحزن ممتلء بالفرح، سردت فاطمة أم الرضيع مهاب، رحلة معاناة ابنها مع مرض تشمع الكبد، الذي أصيب به في الأشهر الأولى من ولادته، مما دفع العائلة إلى البحث عن علاج تطلب منها السفر من المغرب إلى تركيا.
فاطمة التي ظلت لسنتين داعمة لابنها في رحلة علاجه بتركيا، كشفت لـ”سيت أنفو” الخيوط الأولى لإصابته بالمرض، ومراحل علاجه بأحد أكبر المستشفيات في تركيا المعروف بـ”أجيبادم” الذي يضم بين صفوفه أمهر الأطباء في العالم المختصين في هذا النوع من العمليات المعقدة والمكلفة ماليا.
في حديثها مع “سيت أنفو” أكدت الأم ودموع الحزن تنهمر من عينيها أنها لم تذق أبدا طعم الولادة بسبب مرض ابنها اللعين ولم تفرح بمجيء “مهاب”، مضيفة أنها “لم تتحمل رؤية ابنها يبكي بعد تشخيص مرضه.
رحلة العلاج وكلفة زراعة الكبد
قالت الأم فاطمة إنه “اكتشفنا منذ الأشهر مرضه وأنه بحاجة إلى زراعة الكبد، فبدأت رحلة البحث عن العلاج في المغرب وكذلك طرقنا أبواب العديد من المستشفيات خارج أرض الوطن فكان الاختيار لمستشفى أجيبادم في تركيا، حيث تحدثنا مع الطاقم الطبي وجرت العملية حينما كان عمر الرضيع “مهاب” عام و3 أشهر”.
وأكدت فاطمة أنها رفقة ابنها بتركيا منذ شتنبر 2022 إلى وقتنا الحالي، مشيرة إلى أنه “من الصعب أن أتحدث عن مصاريف العلاج والإقامة وغير ذلك لكن مايمكن قوله هو أن عملية زرع الكبد لوحدها كلفت العائلة تقريبا 65 ألف أورو تقريبا.
الحالة الصحية للرضيع مهاب
قالت أم مهاب إن الحالة الصحية لرضيعها حاليا مستقرة ولا تدعو للقلق بعدما تخطى مراحل الخطر، مشيرة إلى أن “غياب مستشفيات في المغرب يعتني بهؤلاء المرضى جعلها تظل في تركيا إلى حين انتهاء جميع مراحل العلاج، على اعتبار أن مهاب يمنع عليه أخذ أي دواء للكبد في هذه المرحلة بالذات”.
وتابعت قائلة “كان خصني ضروري نبقا في تركيا حتى يسالي ويدوز هادشي بسلام عاد نفكر نرجع للمغرب”.
تعامل مغاربة “أجيبادم” مع الرضيع
أشادت أم مهاب بتعامل وحسن ضيافة المغاربة العاملين بمستشفى “أجيبام” مع حالة ابنها، موضحة أن “ما أثار استغرابها هو تتبعهم الدقيق للحالة وردهم على رسائلها حتى خارج أوقات العمل أو في ساعات متأخرة من الليل”.
وأكدت الأم قائلة “تتحس ديال بالصح أنهم هنا باش يعاونوك وهادشي لي أثار إعجابي وانتباهي”.
لحظة تبرع الأم بكبدها لإنقاذ حياة “مهاب”
قدمت السيدة فاطمة درسا كبيرا في التضحية والوفاء، بعدما قررت منح جزء من كبدها لابنها بهدف إعادته للحياة، مؤكدة أنها “عاشت خوفا كبيرا لحظات قبل معرفتها لنتائج التحاليل التي ستحسم في إمكانية تبرعها لابنها من عدمه.
فاطمة السيدة المثابرة والمكافحة، كشفت أن فكرة فقدانها لابنها كانت تراودها دائما وتؤرق بالها، مشيرة إلى أن “رضعيها أتى صغيرا لتركيا وكبر في مستشفى أجيبادم والكل بات يعرفه”.
مستقبل الأم المهني
شددت الأم فاطمة أنها ضحت بمستقبلها وبعملها بالمغرب من أجل ابنها “مهاب”، موضحة “مهاب دابا ولا هو حياتي خصني ديما نرد ليه البال وديما حاضياه”.
ولم تنس أم مهاب توجيه الشكر لزوجها وعائلتها، لمساندتهم لها في هذه المحنة التي أكدت أنها مرت بسلام بعدما بات الرضيع في صحة جيدة.
رسالة الأم لوزارة الصحة والمسؤولين
أكدت الأم فاطمة أن المغرب لا ينقصه شيء كي يصبح في مصاف الدول المتقدمة لإجراء مثل هاته العمليات المعقدة.
وتابعت الأم قائلة “كنظن مخصناش شي حاجة في المغرب من غير مستشفيات مخصصة لزراعة الكبد وكذلك أطر تمريضية في المستوى للسهر على مثل هذه العمليات.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية