هيئة حقوقية تُطالب بالتحقيق في مصرع عاملين داخل وحدة صناعية ضواحي أكادير
دخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع آيت ملول (ضواحي أكادير)، على خط حادث اختناق عمال ومفارقة اثنين منهم للحياة، داخل وحدة صناعية متخصصة في صناعة دقيق السمك، يوم الأحد الماضي.
وطالب بلاغٌ للفرع الحقوقي، توصّل “سيت أنفو” بنسخة منه، بـ”فتح تحقيق جدي ونزيه في الأسباب التي أدت الى اختناق العمال بمعيّة أحد عناصر الوقاية المدنية في هذه الوحدة مع تحديد المسؤوليات ومحاسبة المسؤولين”.
ودعت “AMDH” آيت ملول ” الدولة من خلال مؤسساتها بالسهر على تطبيق بنود مدونة الشغل التي شرعتها وإعمال الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها في مجالي الشغل والبيئة، وكذا التحقيق في كيفية حصول هذا المصنع على الترخيص في منطقة آهلة بالسكان”.
كما أكدت الهيئة الحقوقية ذاتها، أن “هذه الوحدة الانتاجية لدقيق السمك كانت موضوع احتجاجات جمعيات المجتمع المدني بأيت ملول وخاصة الأحياء المجاورة للحي الصناعي مثل أركانة، توهمو، الهدى، المزار والفتح…، حيث سبق لها توجيه مجموعة من العرائض للمجلس البلدي، تستنكر فيها الترخيص لمثل هذه المصانع” التي قالت إنها “لا تحترم شروط ومعايير نقاوة الهواء وطالبت بترحيلها لكنها وجهت بالتجاهل”.
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع آيت ملول، اعتبرت من خلال الوثيقة الصادرة عنها، أن “مثل هذه الأحداث تعري الوضع المأساوي الذي تشتغل فيه الطبقة العاملة بالمغرب وخاصة في الظرف الحالي الذي يعرف انتشار وباء كوفيد 19″، مبرزةً أن الحادث “فضح بالملموس الأوضاع التي تعمل فيها الطبقة العاملة من قبيل عدم التصريح بالعديد منهم لدى الضمان الاجتماعي وعدم توفير شروط السلامة وفق المعايير الدولية بكثير من الوحدات الصناعية والانتاجية، فضلاً عن محاربة النقابيين بالطرد التعسفي أو بتلفيق تهم، إضافة إلى هزالة الاجور والتماطل في صرفها”، متسائلة عبر البيان: “إلى متى سيستمر استغلال هذه الطبقة والاستهانة بحقوقها المادية والمعنوية؟”.
وفيما أعربت عن شجبها لما وصفته بـ”استهتار رب هذه الوحدة الإنتاجية بحياة العمال وتغاضي السلطات المكلفة بالمراقبة عن غياب شروط الصحة والسلامة في العديد من المعامل”، أعلنت الهيئة الحقوقية عن “تضامنها المطلق واللامشروط مع عمال هذه الوحدة الإنتاجية وكذلك مع أفراد الوقاية المدنية لاسيما العامل ورجل الإطفاء المصابين بالاختناق، معبرة عن استعدادها لمؤازرة ضحايا هذا الحادث”.
جدير بالذكر أن الحي الصناعي لمدينة آيت ملول اهتز، الأحد الماضي، على وقع حادث مفجع، ذهب ضحيته شابان بعد تعرضهما لاختناق حاد داخل وحدة صناعية متخصصة في صناعة دقيق السمك.
وعن تفاصيل الواقعة، أوضحت مصادر “سيت أنفو”، أن العامليْن نزلا إلى مكان تجميع مخلفات صنع دقيق السمك من أجل تنظيفه، قبل أن يتعرضا لاختناق تنفسي حاد نتيجة استنشاق رائحة كريهة، ما تسبّب في مفارقتهما للحياة.
وأضافت مصادر الموقع، أن عاملين آخريْن تدخّلا في محاولة منهما لإنقاذ حياة زميليهما إلاّ أنهما شعرَا بضيق في التنفس تطوّر إلى اختناق، قبل أن تتدخل عناصر الوقاية المدنية التي هرعت إلى عين المكان مباشرة بعد تلقيها إشعاراً من قبل مسؤولي المنشأة الصناعية.
وجرى نقل المصابيْن بمعيّة عنصر تابع للوقاية المدنية أُصيب باختناق خلال عملية الإنقاذ، إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بمدينة أكادير، لتلقي العلاجات اللازمة، في وقت تم توجيه جثتي الهالكيْن إلى مصلحة الطب الشرعي قصد إخضاعهما للتشريح لفائدة البحث الذي باشرته المصالح الأمنية في النازلة، تنفيذاً لتعليمات النيابة العامة المختصة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية