هزيمة نكراء جديدة للجزائر أمام المغرب

رضى زروق

لم تجد الجزائر حلا أفضل من الانسحاب من السباق نحو تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، على بعد 24 ساعة من الإعلان الرسمي عن اسم البلد المنظم، في محاولة لتفادي هزيمة أخرى بحصة ثقيلة من الأصوات، تضاهي خسارة منتخبها الوطني أمام “أسود الأطلس” برباعية نظيفة بمراكش، في الرابع من يونيو من سنة 2011.

ورغم أن السواد الأعظم من الإعلام الجزائري، بقيادة المعلق الرياضي وأحد أبواق نظام العسكر، حفيظ دراجي، حاول تصوير الانسحاب كانتصار للكرامة وموقف عظيم من قبل الرئيس الجديد لاتحاد الكرة المحلي وليد صادي، إلا أنه في واقع الأمر فضيحة جديدة وهزيمة نكراء للجزائر، التي خانتها الحسابات عندما قررت في الوقت بدل الضائع وضع ترشيحها ومنافسة المغرب، قبيل انتهاء مرحلة استقبال الترشيحات.

وجعلت الجزائر من تنظيم كأس أمم إفريقيا “مشروع دولة”، كما صرح بذلك عبد الرزاق سبقاق، وزير الشباب والرياضة السابق، وروجت على المستوى المحلي فكرة قدرة البلاد على تنظيم أكبر حدث كروي على مستوى القارة.

واستغلت الجزائر، مطلع السنة الجارية، تنظيم بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، للترويج بكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة لملف ترشيحها، الذي كان ينقصه الكثير، واستعانت بحفيد نيلسون مانديلا، المغضوب عليه داخل أسرة الزعيم الراحل نفسها، للترويج لأطروحة جبهة البوليساريو الانفصالية، في حفل افتتاح حدث يفترض أنه رياضي.

طبل الإعلام الجزائري وهلل لتنظيم “الشان”، الذي قاطعه المنتخب المغربي، وبالغ في الإشادة ب”المنجزات العظيمة” و”الملاعب العالمية”، ونظمت البلاد بعدها بقليل كأس أمم إفريقيا للفتيان، واستغلت تنظيم المسابقتين القاريتين وحضور عدد كبير من أعضاء المكتب التنفيذي ل”الكاف” للجزائر، لحشد الدعم ومحاولة استمالة المصوتين، لتصطدم بالواقع مع اقتراب موعد الإعلان عن منظم كأس أمم إفريقيا 2025، وبقوة الملف المغربي وتكامله.

عاش اتحاد الكرة الجزائري مرحلة فراغ منذ يوليوز الماضي، بعد تنحي جهيد زفيزف من منصب الرئيس، وفضح مدرب المنتخب الأول، جمال بلماضي، رداءة الملاعب “العالمية”، ووصفها بأبشع الصفات، ودعا المسؤولين إلى تحمل مسؤوليتهم، وهو ما أخرج وزير الشباب والرياضة الجديد من سباته العميق ليرد على بلماضي.

اقتنعت الجزائر بأن المغرب سيحظى بثقة “الكاف”، وقررت الانسحاب في آخر لحظة، تفاديا لهزيمة مدوية قد تذكرنا بفوز المنتخب الوطني المغربي في فبراير 2004 على الجزائر بثلاثة لواحد، في ربع نهائي “الكان” بتونس، أو بالرباعية التاريخية (مع الرأفة)، التي كان ملعب مراكش مسرحا لها قبل أزيد من 12 سنة.

ومن أجمل ما قال أبو الطيب المتنبي: ” ومن جهلت نفسه قدره رأى غيره منه ما لا يرى”.

Related Post