“مي فاطمة” تدخل “منزل العزاء” سالمة وتغادره مريضة بـ”كورونا”.. تعرّف على قصتها

بصوت غير مسموع، حكت مي فاطمة البالغة من العمر حوالي 65 سنة، عن قصتها مع وباء كورونا، الذي حول حياتها إلى جحيم لا يطاق قبل أن تتغلب عليه وتغادر المستشفى تحت التصفيقات والزغاريد.

مي فاطمة التي تقطن بمدينة الدار البيضاء، لم تعرف لحد الساعة كيف انتقلت لها عدوى هذا الفيروس اللعين، لكن كل ما تعرفه هو أنها قبل إصابتها بآلام على مستوى الرأس ذهبت لتقديم التعازي لأحد أفراد أسرتها.

مي فاطمة لم تكن تعتقد أن ذهابها لتقديم التعازي لشقيقها الذي فقد ابنه، سيبعثر أوراق حياتها، وسيجعلها تعيش تجربة صعبة للغاية.

تقول مي فاطمة ذهبت إلى منزل شقيقها من أجل الوقوف معه في هذه المحنة، وتقديم التعازي له، لكن نظرا لوجود أعداد كبيرة من الناس بدأت تشعر بآلام حادة على مستوى الرأس، لكنها لم تنتبه للأمر كثيرا.

عودة مي فاطمة إلى منزلها جعلها تشعر بآلام حادة على مستوى الرأس، بالإضافة إلى الإسهال، ما جعلها تربط الاتصال بطبيبها الخاصة الذي نصحها بالاتصال بمركز ألو يقظة، لا سيما بعدما أخبرته أن درجة حرارتها مرتفعة.

اتصال مي فاطمة بمركز ألو يقظة جعلها تعرف أنها مصابة بفيروس كورونا،  ليتم وضعها داخل غرفة لوحدها بأحد المستشفيات بمدينة الدار البيضاء، من أجل تتبع علاجها.

عاشت مي فاطمة تجربة عصيبة، بحيث سيطرة عليها الخوف في البداية، لكن مع مرور الوقت بدأت تتأقلم مع الوضع وتحاول إقناع نفسها بضرورة التغلب على هذا المرض، لا سيما بعدما بدأت تسمع أخبارا عن شفاء حالات مماثلة لها.

اتصال الأقارب بها وتطمينات الأطباء والممرضين جعلها تقاوم المرض، إلا أن نجحت في هزيمة الداء.

تقول مي فاطمة أنها لحسن الحظ لم تتسبب في إصابة أي شخص من أفراد أسرتها بالفيروس، وهو الأمر الذي جعل نفسيتها ترتاح شيء ما، قائلة: “كون تصاب شي حد كون مت”.

شخصية مي فاطمة وايمانها القوي بالله جعلاها تتغلب وتهزم المرض، لكنها لم تكن تتوقع أن شفاءها وخروجها من المستشفى، سيكون بمثابة إحياء حفل لها داخل المستشفى، بحيث ودعت الأطباء والممرضين تحت التصفيقات والزغاريد ما جعلها تحس بالأمان والفرحة.

Related Post