مهاجر مغربي يحكي عن قصته مع كورونا وكيف فقد والدته
كشف أحد المهاجرين المغاربة، عن قصته مع وباء كورونا، الذي حول حياته وحياة أسرته إلى جحيم لا يطاق، بعدما فقد والدته بسبب هذا الفيروس.
عثمان اعتاد على قضاء شهر رمضان المبارك رفقة والدته وأشقائه بمدينة الدار البيضاء، لما لذلك من أجواء روحانية، بحيث وصل إلى المغرب بداية شهر مارس الماضي قادما من فرنسا.
لم يكن يخطر على بال عثمان أن زيارته للمغرب هذه السنة، ستبعثر جميع أوراقه، وستجعله يعيش أصعب تجربة في حياته.
يقول عثمان في تصريح لـ “سيت أنفو”، إنه لحد الساعة لم يعرف كيف انتقلت له عدوى كورونا، رغم أنه يرجح أن يكون الفيروس انتقل له، حينما كان على مثن الطائرة، لأنه مباشرة بعد وصوله إلى منزله بدأ يشعر بآلام حادة على مستوى الرأس.
كان عثمان يحاول طمأنة والدته بأن التعب الذي يشعر به راجع إلى رحلة السفر التي قام بها، رغم أنه كان يشك في الأمر، لأنه منذ ظهور أولى الحالات في مدينة ووهان الصينية، وهو يتهيئ له بأن أعراض هذا الفيروس بدأت تظهر عليه، لدرجة كان يتصل بطبيبه الخاص بفرنسا، ليخبره بالأمر.
عثمان كان يعيش وسط دوامة لا تنتهي، معتقدا أنه إذا دخل المغرب ستنتهي تلك الكوابيس وسيعيش في سلام، لكنه للأسف الشديد بمجرد دخوله إلى بلده، بدأت حالته الصحية تتدهور يوما بعد يوم.
تدهور حالته الصحية دفع بعثمان إلى ربط الاتصال بمركز ألو يقظة، من أجل معرفة ما إذا كان حاملا للفيروس أم لا، وبعد طرح مجموعة من الأسئلة عليه، طلبوا منه انتظار قدوم سيارة الإسعاف، من أجل نقله إلى المستشفى.
يقول عثمان إن اتصاله بمركز ألو يقظة جعله يشعر بالخوف، لا سيما حينما أخبروه بأنهم سينقلونه إلى المستشفى من أجل إخضاعه للتحاليل المخبرية، كان احساسا رهيبا جدا، رغم أنه كان يحاول طمأنة والدته وإخوانه بأن الأمور ستكون على أحسن ما يرام.
التحاليل المخبرية أكدت إصابته بالفيروس، ليتم الاحتفاظ به داخل المستشفى لأن حالته الصحية كانت صعبة في البداية، لكنه سرعان ما تفاعل مع الأدوية، وبدأت تتحسن حالته الصحية يوما بعد يوم.
قضى عثمان أزيد من 18 يوما داخل المستشفى، عاش لحظات صعبة للغاية، رأى الموت بأم عينيه، ورغم ذلك حاول إقناع نفسه، أنه قادر على التغلب على هذا الداء اللعين.
يقول عثمان إنه في الوقت الذي كان يحاول فيه التغلب على الفيروس من أجل العودة إلى المنزل لرؤية والدته، تم الاتصال به من طرف شقيقه، يخبره بأن والدته هي الأخرى انتقل لها الفيروس، وهي في وضع صعب.
نزل خبر إصابة والدته بكورونا كالصاعقة، لدرجة أنه فقد السيطرة على أعصابه، وانهار بالبكاء، وبعد يومين تم إخباره بأنها توفيت، كان الأمر مؤلما للغاية.
فقدان والدته جعله يعيش أصعب تجربة في حياته، لدرجة أنه لم يستطع التكلم عن والدته، وظل صامتا، لعل الكلمات تكشف عن عمق الجرح الذي تلقاه خلال هذه الفترة.
يقول عثمان إن زيارة الأطباء والممرضين له داخل الغرفة والحديث معه، جعله يتجاوز جزء من هذه المحنة، والأمر الذي جعله يتشبث بالحياة هو كون هؤلاء الأطباء يغامرون بحياتهم من أجل إنقاذه.
استطاع عثمان أن يهزم الفيروس اللعين، وأن يغادر المستشفى، رغم أنه قضى أصعب الحظات.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية