من قلب الأطلس المتوسط.. المغرب يخلد اليوم العالمي للأراضي الرطبة

على غرار باقي بلدان العالم، خلدت الوكالة الوطنية للمياه والغابات اليوم الجمعة 2 فبراير، اليوم العالمي للأراضي الرطبة بمنطقة أكلمام سيدي علي التي توجد في قلب السلسلة الجبلية للأطلس المتوسط، تحت شعار “المناطق الرطبة في خدمة الإنسان”، وذلك بحضور ممثل عن السفارة الكندية ومدير الشركة الكندية للتعاون من أجل التنمية الدولية بالمغرب.

البحيرة التي توجد فوق نفوذ إقليم ميدلت، تمتد على مساحة 500 هكتار، محدودة بحافة جبل سيدي علي الذي يصل إلى علو 2395 متر (جبل بوييزان) المتكون من صخور بركانية صلبة.

وبهذا الخصوص، قال عبد الرحيم هومي، المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، إن المغرب يحتفي على غرار دول المعمور باليوم العالمي بالمناطق الرطبة، هذا اليوم الذي يصادف التوقيع على الاتفاقية الدولية للمناطق الرطبة في مدينة رامسار الإيرانية سنة 1971.

وأوضح هومي، خلال المداخلة التي ألقاها أمس الخميس، أن هذا الاحتفال يعطينا الفرصة لتحسين الأدوار التي تلعبها المناطق الرطبة في تنظيم دورة المياه وامتصاص وتخزين الماء، حيث تحتوي هذه المناطق على نظم بيئية غنية ومتنوعة تتوفر على تنوع بيولوجي استثنائي.

وأضاف المدير العام، أن بلادنا تعرف اجهاد مائي غير مسبوق، وهذا يجعلنا نهتم بالمناطق الرطبة، لأنها تبقى أحسن مؤشر لمعرفة الوضعية المائية، مضيفا أن جميع الشركاء يشتغلون من أجل تهيئة هذه المناطق من خلال تحسيس المواطنين بأهمية الماء والمناطق الرطبة.

وأفاد المتحدث نفسه، أن هذه المناطق الرطبة أصبحت مهددة بشكل متزايد بظاهرة الجفاف، والتي تزيد التغيرات المناخية من حدتها إلى جانب بعض الأنشطة البشرية التي تهدد هذه النظم البيئية الهشة.

ودعا المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، على العمل لتحقيق وعي جماعي واتخاذ التدابير اللازمة لمنع المزيد من التدهور في المناطق الرطبة وإعادة تأهيل المناطق المتضررو منها، مع مواصلة التوعية بأهمية هذه النظم الايكولوجية.

في حين قال رشيد أبو الوفا، المدير الجهوي لوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة درعة تافيلالت، إنه في إطار تنزيل الاستراتيجية الوطنية غابات المغرب 2020، 2030، وخصوصا في المحور المتعلق بخلق نمودج جديد للمقاربة التشاركية لساكنة المحلية، تم توقيع اتفاقية شراكة مع منظمة التنمية الغابوية بجماعة ايتزر التي تضم مجموعة من الفاعليين الجمعويين.

وأضاف أبو الوفا، أن الهدف من هذه الاتفاقية هو المصادقة على البرامج الغابوية التي تقوم بها الوكالة الوطنية للمياه والغابات على مستوى جماعة ايتزر وخصوص عمليات التشجير .

كما شكلت هذه التظاهرة مناسبة للقيام بعدة أنشطة تخص إعادة التأهيل الايكولوجي عبر إنشاء مجالات لتكاثر الأسماك داخل المنطقة الرطبة لأكلمام سيدي علي، وإعطاء الانطلاقة لعملية إعادة تخليف الغابة المجاورة للبحيرة بهدف حماية الحوض المائي.

وللإشارة فغن المغرب يتوفر على 38 منطقة رطبة مسجلة في قائمة المناطق الرطبة ذات أهمية دولية، وتعمل الوكالة الوطنية للمياه والغابات مع شركائها باعتبارها نقطة الربط للاتفاقية على المحافظة على هذه النظم البيئية من خلال التعريف بها وتشجيع استعمالها بطريقة عقلانية تحترم توازنها.

Related Post