عزيمان: مؤسساتنا ضعيفة في تعاطيها مع الجيل الجديد من التلاميذ والطلبة
قال رئيس رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، عمر عزيمان ، أن “بلوغ أهداف إصلاح منظومتنا التربوية، رهين بالتوفر على منظومة فعالة، متماسكة ومندمجة للتتبع والتحليل، وتقييم السياسات العمومية في التربية والتكوين. لذلك، انخرط المجلس في تقوية قدرات وكفايات الهيئة الوطنية للتقييم، حتى تتمكن من الاضطلاع الأمثل بالمهمة التقييمية الموكولة إليها، وهو ما يستدعي بالضرورة، الاستثمار الأمثل والمستمر في الكفاءات البشرية”.
وأضاف عزيمان في كلمته الإفتتاحية لـ”ندوة في موضوع “السياسات العمومية في مجال الرقميات” بأن مجلسه “حريص تمام الحرص، على مواكبة عملية الإصلاح وتفعيل مضامين الرؤية الاستراتيجية، وكذا القانون-الإطار المرتقب، ونحن مقتنعون أن جودة التقييمات، التي يتم الارتكاز عليها في هذه السياقات، رهينة بمستوى الكفاءات المهنية للقائمين على عملية التقييم؛ إذ تشكل هذه الكفاءات في حد ذاتها ضمانة للجودة والموضوعية، باستنادها على مقاربات معترف بها علميا، تستخدم منهجيات متعارف عليها دوليا، ويتم تنفيذها بكامل الاستقلالية”.
وأوضح عزيمان في بداية أشغال الندوة التي تدخل ضمن مشروع التوأمة المؤسساتية بين الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي والمركز الدولي للدراسات البيداغوجية أن “أثر التطور المتسارع للتكنولوجيات الرقمية في إعادة هيكلة اقتصاداتنا، وإعادة تشكيل مجتمعاتنا لم يعد اليوم موضع شك أو خلاف. إن هذه الثورة الرقمية، التي قطعت اليوم أشواطا هامة، لا تنفك تطرح عددا من الرهانات الجسيمة على منظومتنا التربوية”.
واعترف رئيس المجلس بأن “مؤسساتنا المدرسية والجامعية، تعاني اليوم من ضعف قدرتها على التعاطي مع جيل جديد من التلاميذ والطلبة، مرتبط باستمرار بشبكات التواصل، ومنفتح على كم هائل من المعلومات، ذات المصداقية المتفاوتة؛ الأمر الذي يدفعنا إلى تركيز اهتمامنا وتقوية قدرتنا على إعداد جيل متمكن من التحليل النقدي والاختيار الجيد والذكي للمعطيات”.
ودعا المتحدث ذاته إلى “مساءلة السياسات العمومية المعتمدة، من أجل إذكاء دينامية جديدة في سيرورة إدماج الرقميات في مجالات التربية والتكوين، والوقوف على الأشواط التي تم قطعها منذ ظهور تكنولوجيات الإعلام والاتصال”.
وذكر عزيمان بأن الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030 أولت “أهمية كبرى لمسألة إدماج الرقميات في التربية؛ إذ فضلا عن تناول مختلف الرافعات لها من منظور أفقي، نصت الرافعة 20، بصفة خاصة، على ضرورة الإشراك الفعلي للمدرسة في اقتصاد ومجتمع المعرفة. كما ينكب حاليا فريق عمل من المجلس على بلورة توجهات استراتيجية ذات صلة بإدماج الرقميات في المدرسة، وذلك من منطلق وعينا بضرورة الدفع بمدارسنا نحو تملك هذه التكنولوجيات والمقاربات والممارسات المرتبطة بها، في تلاؤم مع سياقنا الوطني”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية