طبيبة مغربية تكشف معطيات دقيقة بشأن مرض “القولون العصبي” وأعراض وعلاجه

كشفت الدكتورة نجاة خليل، اختصاصية في الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى محمد الخامس بصفرو، عن معطيات دقيقة وهامة بشأن مرض متلازمة القولون العصبي وتشخيصه وأعراضه السريرية وطرق علاجه.
وأوضحت الطبيبة الاختصاصية ذاتها، في مقال لها توصل “سيت أنفو”، بنسخة منه، أن متلازمة القولون العصبي المتهيج، تعد اضطرابا وظيفيا شائعا في الجهاز الهضمي، نتيجة خلل في الحركة المعوية، دون وجود سبب عضوي واضح، وتعرف وفقا لمعايير روما lV الصادرة عام 2016، في التفاعل بين الأمعاء والدماغ، ويتم تشخيص متلازمة القولون العصبي، إذا توفرت الشروط التالية: ألم بطني متكرر بمعدل يوم واحد على الأقل أسبوعيا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، مع ارتباطه بإثنين على الأقل من المعايير المتمثلة في ألم مرتبط بعملية التبرز، ومصحوب بتغير في معدل تكرار التبرز، ومصحوب كذلك بتغير في قوام البراز.
وأضافت الدكتورة نجاة خليل، أن القولون العصبي يتم تقسيمه إلى أربعة أنواع رئيسية بناء على طبيعة الأعراض، ويتعلق الأمر بالقولون العصبي المصحوب بالإمساك، حيث يكون البراز غالبا صلبا أو متقطعا، والقولون العصبي المصحوب بالإسهال، إذ يكون غالبا البراز سائلا أو رخوا، والقولون العصبي المختلط حيث يكون هناك تناوب بين حالات الإسهال والإمساك، وأخيرا القولون العصبي الغير المصنف، حيث لا يتطابق مع الأنماط السابقة، ويظهر في أعراض متباينة وغير ثابتة.
وبحسب الطبيبة ذاتها، فقد ثبت علميا أنه لا يوجد سبب واحد للقولون العصبي بل هي عدة عوامل تلعب دورا مهما في ظهوره، وتتجلى هذه العوامل فيما يلي:
– اضطراب في محور الدماغ –الأمعاء، فنظرا للعلاقة بين الجهاز العصبي المركزي والأمعاء، فقد يحدث اضطراب يؤدي إلى استجابة غير طبيعية في حركة الأمعاء، وظهور الألم.
-التحسس الحشوي: فمرضى القولون العصبي لديهم حساسية مفرطة تجاه تمدد الأمعاء أو حركة الغازات مما يتسبب في الشعور بالألم، عند وجود تحفيز بسيط.
-تغيرات في ميكروبيوم الأمعاء بفعل تغيير توازن البكتيريا النافعة التي تعيش في الأمعاء، ويؤثر ذلك سلبا على وظائف الجهاز الهضمي.
-الالتهابات المعوية: في بعض الحالات يتطور القولون العصبي بعد الإصابة بعدوى معوية حادة كالسالمونيلا والفيروسات.
-الضغط النفسي: القلق، التوتر والاكتئاب يؤثر مباشرة على الأمعاء مما يزيد من شدة الأعراض لدى المرضى المصابين بالضغط النفسي.
-النظام الغذائي: فوجود أطعمة معينة قد تحفز الأعراض عند بعض الأشخاص كالأطعمة الذهنية ومنتجات الألبان.
فيما يخص الأعراض، أشارت الطبيبة الاختصاصية في الجهاز الهضمي والكبد، إلى أنها تتباين من شخص لآخر، ولكنها تستمر لمدة طويلة، فمنها:
– ألم أو تقلصات البطن تخف بعد التبرز غالبا.
– اضطراب في حركة الأمعاء مسببة إسهالا متكررا أو إمساكا مزمنا، أو تناوبا بينهما.
– الانتفاخ والغازات: نتيجة حركة الأمعاء أو تخمر الطعام في القولون.
– الشعور بعدم الإفراغ الكامل.
– وجود مخاط في البراز: شفاف أو أبيض
– بالإضافة إلى الشعور بالتخمة، فقدان الشهية.
ولتشخيص القولون العصبي، بحسب الطبيبة نفسها، يتم الاعتماد على معايير روما IV، ويتم استبعاد المشاكل أو الأمراض الأخرى المشابهة، ويتم القيام بـ “تحليل التاريخ الطبي، الفحص السريري، اختبارات الدم، تحليل البراز، التصوير المقطعي، اختبارات عدم تحمل اللاكتو، فحص التنفس لقياس فرط نمو البكتيريا، وفحص القولون بالمنظار”.
من بين الفئات المعرضة لخطر الإصابة بمرض القولون العصبي، نجد الإناث أكثر من الذكور، مرضى الاكتئاب، الأفراد الأقل من 50 سنة، وتتجلى مضاعفات القولون العصبي في تدني جودة الحياة، واضطرابات المزاج، بالإضافة إلى الإصابة بالبواسير والشقوق الشرجية.
غالبا ما يعتمد مرضى القولون العصبي على التطبيب الذاتي، نظرا لتكرار الأعراض لمدة طويلة.
وفيما يخص العلاج، أفادت الدكتورة نجاة خليل، أنه يعتمد على خطة شاملة، تتضمن:
-تحسين النظام الغذائي: باتباع حمية قليلة الفودماب، والتي تستبعد أطعمة معينة تقلل من الانتفاخ والألم
-تقسيم الوجبات، إلى وجبات صغيرة متكررة
-تجنب الأطعمة المقلية، المشروبات الغازية والكافيين
-شرب كمية كافية من الماء يوميا
-الحصول على قسط كافي من النوم
-الابتعاد عن عوامل التوتر والقلق
فيما يخص الأدوية: فتتكون من مضادات التقلصات، منظمات حركة الأمعاء، مضادات الاكتئاب التي تساعد في تخفيف الألم وتحسين الحالة المزاجية، تغيير نمط الحياة، بممارسة الرياضة، التأمل، العلاج السلوكي أو العلاج بالتنويم المغناطيسي.
وخلاصة لكل ما سبق ذكره، أشارت الدكتورة نجاة خليل، إلى أنه يمكن القول أن متلازمة القولون العصبي هي اضطراب مزمن، يؤثر على جودة حياة المصابين به، حيث تتداخل العوامل العصبية والهضمية والنفسية في ظهور الأعراض واستمرارها، مضيفة أنه رغم أن القولون العصبي لا يُعد مرضًا خطيرًا، إلا أنه قد يسبب انزعاجًا مستمرًا، لذا فإن التوعية، والمتابعة الطبية، واتباع نمط حياة صحي لهم دور أساسي في السيطرة على الأعراض، والتغلب على المعاناة المزمنة المرتبطة بهذا المرض.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب


انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية