روبورتاج.. في زمن “الكورونا” حركة “موقوفة التنفيذ” ورجال يقحتمون عالم “الكوزينة” لأول مرة

أسبوعان على فرض حالة الطوارئ الصحية بالمغرب؛ الكل مُطالب بالتقيد بالبقاء في المنزل، حركة تكاد تكون شبه منعدمة حتى في أكبر شوارع المملكة، وأحياء شعبية لم يتبقى لشعبيتها أثر في زمن “الكورونا”.

عمل عن بُعد ودراسة بوسائل رقمية أو عبر قنوات تلفزية عمومية، هي طرق لم يعتد عليها معظم المغاربة، فقد ألف المستخدمون والموظفون والتلاميذ، التنقل لمقرات عملهم وحجرات الدراسة، أما الآن وبسبب وباء “كورونا”، أصبحوا ملزمين بالمكوث في بيوتهم والتواصل عبر الشبكات العنكبوتية، على أمل انتهاء فترة الحجر الصحي وعودة الحياة لطبيعتها.

الحديث عن العمل عن بُعد يجرنا لمعرفة كواليس هذه التقنية وطبيعتها. موقع “سيت أنفو” استقى رأي إحدى الأستاذات، التي كشفت في حديثها أنها تعكف على تحضير الدروس لطلبتها وموافاتهم بها، سواء عبر البريد الإلكتروني أو تطبيق “الواتساب”، مشددة على أنها تضطر للبقاء على تواصل مستمر معهم في حال تعثرهم في فهم مضامين الدروس.

إلى جانب تحضير الدروس، تقول الأستاذة، هي مُطالبة أيضا برعاية أسرتها الصغيرة؛ فجل الأسر المغربية باتت في هذه الفترة، تقضي وقتها كله بالمنزل، وما يتطلبه ذلك من تحضير للوجبات الغذائية والبحث عن كل ما هو مفيد لتقوية المناعة.

مهام الأمهات المغربيات في منازلهم ولاسيما العاملات منهن و  -إن كان العمل عن بُعد- ، أصبح مضاعفا، غير أن بعضا منهن يعتبرن محظوظات، بعدما قبل أزواجهن مشاطرتهن أعمال البيت والتنظيف لتمضية أوقات فراغهم.

تدوينات ومنشورات هناك وهناك على صفحات ومجموعات الفيسبوك، أبطالها رجال وطأت أقدامهم “الكوزينة” لأول مرة، فكان الحجر الصحي فأل خير على زوجاتهن اللائي لم يصدقن في بعض الأحيان تشمير أزواجهن على سواعدهم ومساعدتهن.

الحال كما هو بالنسبة للصحفي الشهير، يونس دافقير الذي كشف لمتتبعيه عبر الفيسبوك عن كيفية قضائه فترة الطوارئ الصحية، فاستطاع بعفويته وأسلوبه الساخر، أن يشد انتباه فئة كبيرة من الفيسبوكيين.

يحكي دافقير أحيانا عن مغامراته مع “غسيل الماعن” ويوثق ذلك بصور لـ “الأمانة”، ويسرد أحايين أخرى تفاصيل انتزاعه “نوبتو” في الطهي، من زوجة همها السهر على راحته.

مشاهير كُثُر اقتحموا بدورهم عالم المطبخ والأعمال المنزلية، بفضل الحجر الصحي، لربما يخففوا أعباء “الشغل” على السيدات ويعتادوا على أن يشاطرونهم الأدوار ما بعد زمن “الكورونا”.

Related Post