حمضي لـ”سيت أنفو”: هناك شركات قد تتاجر بالمعطيات الجينومية التي تكشف صحة المغاربة

مؤخرا، دخلت اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي على خط حماية المعطيات الجينومية المتعلقة بالخصائص الوراثية للمغاربة الخاصة بحمضهم النووي.

وفي هذا الحوار مع الدكتور الطيب حمضي الباحث في السياسات والنظم الصحية، يجيبنا عن أسئلة تخص المعطيات الجينومية وأهمية حمايتها.

1 ما المقصود بالمعطيات الجينومية؟

هي المعطيات التي يتم التحصل عليها عن طريق دراسة التسلسل الجيني للمادة الوراثية للإنسان لمعرفة خصائصه وخلاياه. وهي أيضا المسؤولة عن الوراثة واشتغال جسم الإنسان. فالتسلسل الجيني للمادة الوراثية التي يتم تحليلها تكشف لنا المعطيات الجينية. وهي المعطيات الجينية التي يتم استخدامها في تحليل الحمض النووي للإنسان، كاختبار إثبات الأبوة والأمومة. كما يتم استخدامها أيضا في علم الجرائم بالنسبة للشرطة العلمية، حيث يتم تحليل آثار الحمض النووي عن طريق الدماء أو الشعر المتواجد بمسرح الجريمة، للتأكد من هوية المتهم.

المعطيات الجينية كذلك تساعد في معرفة الأمراض، كما أنها هي المسؤولة عن خصائص الإنسان، كلون عينيه، وشكل جسمه، وقابلية إصابته ببعض الأمراض، وتعرفنا أيضا على توقعات الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الإنسان مستقبلا. كما تمكن من معرفة الشجرة العائلية للإنسان…وهي كلها معطيات جينية لها استعمالات مختلفة ومتعددة.

ما أهمية حماية المعطيات الجينية للإنسان؟

هي معطيات جد مهمة، ومن الضروري حمايتها لمجموعة من الأسباب، لأنها تدخل ضمن خانة المعطيات الصحية الشخصية، ولها حساسية بالغة، لأنها معطيات تكشف صحة الإنسان، كالطول والوزن والأمراض وفصيلة الدم وغيرها. وهي معطيات شخصية يجب حمايتها لأنها تهم الشخص المعني بها لا غيره. كما أن العلاقة التي تجمع بين الطبيب والمريض مبنية على أساس السر المهني، والطبيب حين يطلع على معطيات صحة الإنسان، فإنه يكون ملزما بالحفاظ عليها وفق ما يفرضه القانون كما أنه يعاقب على إفشائها.

ما هي الخطورة التي يمكن أن ينطوي عليها استغلال هذه المعطيات بشكل غير قانوني؟

حماية هذه المعطيات، لها أهمية أكثر حين تتعلق بالجينوم، لأنه مشترك بين الفرد وأسرته وعائلته، وكذلك تكشف صحة الإنسان، بل إنها تكشف حتى صحته في المستقبل، ولعل خطورة عدم حماية هذه المعطيات، يمكن أن يجعلها عرضة للاتجار بها، من طرف بعض الشركات التي تحصل عليها وتصبح على معرفة بكل معطياته الجينية، ويمكن استخدامها لأغراض تجارية، لذلك يجب حماية علاقة الثقة بين الطبيب والمريض، لأن هذه المعطيات، إذا اطلع عليها أي شخص فإنه مشكل غير قانوني، إذ مثلا إذا اطلعت عليها شركة فإنها قد ترفض توظيف المعني بهذه المعطيات لأنها أصبحت على علم بكل خصائصه، واحتمال إصابته بمرض مزمن في المستقبل. ومن هنا تكمن خطورة عدم حماية المعطيات الجينومية للإنسان، باعتبارها ضرورة قصوى.

Related Post