جمعيتان تدخلان على خط قضية ترميم مقهى قصبة الوداية
لا زال النقاش حول طريقة الترميم الجارية في مقهى الوداية بالعاصمة الرباط يثير الجدل، إذ أكدت جمعيتان “بعد قيامهما بزيارة الموقع وجمع المعلومات، طلب كل من عبد الكريم بناني رئيس جمعية رباط الفتح، وفكري بنعبد الله رئيس جمعية ذاكرة الرباط سلا، بعقد لقاء مع والي جهة الرباط سلا القنيطرة حيث انعقد هذا الاجتماع بحضور المدير الإقليمي لوزارة الثقافة، ومن خلال تدخلات المشاركين في الاجتماع يتبين أن عملية إعادة تأهيل المقهى الموريسكي تندرج في إطار مشروع كبير يشمل تأهيل قصبة الأوداية بكاملها (الأسوار، والأبواب الأثرية، ومتاحف الزينة، والحديقة، وغير ذلك)”.
وأضاف البلاغ المشترك حول “مشروع ترميم المقهى الموريسكي بقصبة الأوداية -الرباط” اطلع “سيت أنفو” على نُسخة منه، أن “الرأي العام تتبع مؤخرًا بقلق كبير الإعلان عن مشروع ترميم المقهى الموريسكي بقصبة الأوداية باعتبارها أحد رموز التراث الثقافي غير المادي لمدينة الرباط، وتجاوبا مع ردود الفعل التي تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، بادرت جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة وجمعية ذاكرة الرباط سلا، باعتبارهما جمعيتين فاعلتين في مجال التحسيس بأهمية حماية التراث المادي وغير المادي لمدينة الرباط، بالاتصال بمختلف الجهات الفاعلة والسلطات العمومية المكلفة بتدبير شؤون التراث للحصول على معلومات حول أسباب مشروع الترميم وأهدافه”.
ونقل البيان عن الاجتماع المذكور، أن “المشروع يهدفُ إلى إعادة بناء بعض المواقع والبنايات المعمارية على شكلها الأصلي طبقا للدراسة التي تم إنجازها حول أثر هذا التدخل على الموقع التراثي وطبقا للوثائق التاريخية والصور الفوتوغرافية التي تؤرخ لهذه المواقع، على مستوى البنية التحتية، تبين من خلال تدخل مكتب للدراسات، أن الموقع الذي يحتضن المقهى يعاني من مشاكل هيكلية خطيرة بسبب الإضافات والتدخلات التي شهدها خلال العقود الأخيرة والتي أدت إلى تعرض الأرض والجدران والدعامات للتعرية بالإضافة إلى تآكل فولاذ الخرسان المسلح، وتعرض الدعامات الخشبية للتلف وعدم وجود أساسات لبعض الدعامات”.
وتابعت الجمعيتان: “هذه المعطيات تؤكد أن الموقع، الذي يستقبل أعدادا كبيرة من المواطنين المغاربة ومن السياح، مهدد بالانهيار، ومن الناحية المعمارية، تم خلال الاجتماع التأكيد على أن هذا مشروع سيحافظ على الهوية الحقيقية للموقع دون تغيير كما سيتم الحرص على إزالة كل الاضافات أو التدخلات التي عرفها والتي قوضت معالم الواقع المعماري التاريخي لهذا المكان الراسخ في الذاكرة الجماعية للمغاربة”.
وحسب المصدر ذاته، اتفق الحاضرون في الاجتماع “على التشاور في المستقبل بشكل استباقي مع جميع الجهات المعنية بالتراث ومن بينها المجتمع المدني، وسيمكن هذا التواصل من تجنب أي مشكل قد يظهر في المستقبل ويعيق حصول إجماع حول مبادرة أو مشروع من هذا النوع، وأيضا إنشاء لجن تتبع لتنفيذ كافة المشاريع الحساسة التي لها علاقة بالتراث المادي وغير المادي لمدينة الرباط المصنفة ضمن التراث العالمي، وإنجاز دراسة أثر أي مشروع على المعطى التراثي من قبل خبراء مختصين لمرافقة كل أشكال التدخل في فضاء أو مجال تراثي، وإن مشروع ترميم المقهى الموريسكي بقصبة الأوداية يمنح لكل الفاعلين في مجال الحفاظ على التراث المادي وغير المادي فرصة فتح صفحة جديدة على درب العمل المشترك والتعاون خدمة لقضايا التراث”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية