جماعات ترابية تتفاعل مع مطالب بوقف “تنخيل المدن”

يبدو أن الحملة التي أطلقها نشطاء مغاربة ضد استمرار غرس النخل بشوارع المدن، قد بدأت تجد لها أذانا صاغية لدى المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي بعدد من الجماعات الترابية.

وأعلنت حركة “مغرب البيئة 2050” التي تقود حملة واسعة لوقف غرس النخل، أن رئيس جماعة شيشاوة أصدر قرارا يقضي بمنع الغرس العشوائي للنخل، والشروع في التشجير الممنهج.

وفي نفس السياق، كشفت الحركة أنها عقدت اجتماعا يوم 12 يوليوز الجاري مع المسؤولين بجماعة عين الشق بالدار البيضاء، و التي تعد أول جماعة ترابية تتفاعل مع مراسلاتها من أجل توقيف التنخيل والشروع في التشجير.

والتقى ممثلو الحركة برئيس مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، شفيق بن كيران الذي تعهد بإشراك المجتمع المدني في تنزيل عملي ونوعي للمقاربة التشاركية في التشجير الممهنج والمخطط بتراب المقاطعة.

وسبق للحركة البيئية، أن راسلت كلا من وزير الداخلية، ووزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير وسياسة المدينة، ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، موضحة من خلالها أن الغرس العشوائي للنخل بالمدن ظاهرة تنامت وعممت في السنوات الأخيرة بشكل كثيف، وغير معقلن بجميع جهات المغرب، مبنية على المصالح الخاصة والربح السريع، واصفة إياها ممارسة ترابية وبيئية غير مسؤولة.

وأفادت الحركة أن المغرب يحتل المركز الثاني من حيث التنوع البيولوجي على مستوى المتوسط، وهي خصوصية متفردة تستحق الاهتمام العالي والحرص الشديد على ثرواتنا الطبيعية ذات الطابع الهش، مبرزة أن هذه الخصوصية من حيث التنوع البيولوجي بالمغرب لا يمكن أن نتعامل معها في تهيئته الترابية ببساطة وعبث وإهمال وتماطل، كما لا يمكن أن نصنفه موطنا للنخيل على جل ترابه، أي أن النخيل بنوع “الفنيكس داكتيليفرا” أو النخل البلدي يتوقف مستواه البيومناخي بجهة مراكش شمالا وفكيك شرقا.

وأوضحت أن مدبري الفضاء العام بجل الجماعات الترابية، فرضوا النوع الدخيل الأمريكي الأصل “الواشنطونيا” أو “البريتشارديا”، في سلوك اعتبرته الحركة لامسؤول ويشكل جريمة بيئية وتراثية، مشددة على أن عدم التدخل لوقفها بات جريمة في حق الأجيال القادمة.

وتأسفت الحركة لما وصفته بتغييب الضمير المهني والوطني وانعدام الإنصات للكفاءات المتخصصة في الميدان، حتى تم تشويه الهوية المنظرية للمدن وأصبحت كلها متشابهة ومستنسخة غير وفية لذاكرتها.

واعتبرت أن غرس النخيل خارج مجاله الواحاتي خطأ مهني بيئي فادح، لأنه انتهاك للهوية والذاكرة المنظرية للمجال الترابي، ونحن أحوج لإرساء وترسيخ الهوية من أجل الصحة النفسية للساكنة والأمن المجتمعي، وإغناء شروط السياحة الوطنية والدولية، إضافة إلى أن النخل وخاصة الكبير القامة، باهض الثمن أي أنه مكلف على مستوى ميزانية الجماعة الترابية.

Related Post