باحث: احتجاج التلاميذ على “ساعة العثماني” يُعيد للمدرسة دورها المسلوب

يُواصل تلاميذ المغرب في عدد المؤسسات التعليمية لليوم الثالث على التوالي احتجاجاتهم على ترسيم حكومة سعد الدين العثماني للساعة الإضافية طوال السنة، مما فتح باب النقاش حول دلالة هذه الاحتجاجات التي تعتبرها وزارة التربية الوطنية بأنها “حالات معزولة”، فيما يرى رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنها تعبير عن غضب الشارع من قرار  “لا مبرر له”.

في هذا الصدد، قال مصطفى بنزروالة، الباحث في علم الاجتماع، في تصريح لـ “سيت أنفو”، أن احتجاج التلاميذ “أمر مشروع وصحي يعيد للمدرسة المغربية دورها المسلوب في بناء الوعي الممانع، لذلك وجب التعاطي معها بشكل إيجابي من خلال استحضار المقاربات التربوية عوض أي مقاربة من شأنها خلق التوتر وتأزيم الوضع”.

وشدد بنزروالة أنه “لا يمكن بأي حال فصل هذه الاحتجاجات عن سياقها الاجتماعي العام، المتسم بالتوتر وتراجع منسوب الثقة في مؤسسات الدولة وأجهزتها، خاصة بعد الأحداث التي شغلت بال الرأي العام وأثارت جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي (الحديث عن الخدمة العسكرية وما رافقها من ردود أفعال، العودة القوية للهجرة غير الشرعية، الاحتجاجات المجالية والاجتماعية وكذلك القطاعية). الأمر الذي أعاد للشارع حركيته ووهجه”.

وأوضح الباحث بأنه “يمكن قراءة الحراك الاحتجاجي التلاميذي من زوايا متعددة أولها أنه ممانعة عفوية ومباشرة لقرار الحكومة، بمعنى أنه غير مؤطر من الناحية السياسية وليس له أي سند إيديولوجي نظرا لتراجع أدوار مؤسسات الوساطة ومؤسسات التنشئة السياسية وعلى رأسها الحركة التلاميذية”.

وتابع بنزروالة بالقول: “كما يمكن للمتتبع لشأن الحركات الاحتجاجية مغربيا أن يلاحظ على أن احتجاجات التلاميذ غالبا ما تتسم بطابع الموسمية وترتبط بأحداث محددة-كما حدث إبان إحداث منظومة مسار” ويغيب عنها طابع الاستمرارية والاستدامة، ويغلب عليها طابع الارتجال بسبب غياب الحاضنة المؤسساتية التي يمكن أن تضطلع بدور التأطير والتوجيه (تنظيمات جمعوية، أحزاب سياسية، نقابات حركات تلاميذية…)”.

وأكد الباحث أنه لا يمكن “إغفال دور وسائل التواصل الاجتماعي، في نقل الصورة والمعلومة حول الاحتجاج بشكل حي وتداولها على نطاق واسع ما جعل من حراك التلاميذ حراكا وطنيا، بزخم وحجم مقدر عكس ما يروج له الفاعل الرسمي من كونها احتجاجات معزولة”.


بوزوق يكشف لزملائه سبب رحيله عن الرجاء

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى