بعد 10 أيام.. خبر سار بشأن لقاح “الجرعة الواحدة”
سمحت السلطات الصحّية الأميركية، أمس الجمعة، باستئناف عمليات التطعيم في الولايات المتّحدة بلقاح “جونسون أند جونسون” المضادّ لكوفيد-19، في قرار يأتي بعد 10 أيام على تعليق استخدام هذا اللّقاح إثر تسجيل حالات تجلّطات دموية نادرة.
وقالت “المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها”، الوكالة الأساسية المسؤولة عن الصحّة العامة في الولايات المتّحدة، والوكالة الأميركية للأدوية “أف دي إيه”، في بيان مشترك إنّ “استخدام لقاح جونسون أند جونسون المضادّ لكوفيد-19 يجب أن يُستأنف في الولايات المتّحدة”، معتبرة أنّ فوائد اللّقاح تفوق بكثير مخاطره على البالغين.
وكانت السلطات الصحية في الولايات المتّحدة علّقت في 13 أبريل الجاري عمليات التطعيم بلقاح الشركة الدوائية الأميركية العملاقة إفساحاً في المجال أمام إجراء تحقيق في الأسباب التي جعلت عدداً من النساء اللواتي تلقّين هذا اللقاح يُصبن بتجلّطات دموية خطرة مرتبطة بانخفاض في مستويات الصفائح الدموية.
وإذ أكّدت الوكالتان في بيانهما أنّهما “واثقتان من أنّ هذا اللّقاح آمن وفعّال في الوقاية من كوفيد-19″، شدّدتا على أنّه “في الوقت الحالي، تشير البيانات المتاحة إلى أنّ خطر الإصابة” بجلطة دموية “منخفض للغاية، لكنّ إف دي إيه وسي دي سي ستظلان يقظتين وستواصلان التحقيق في هذا الخطر”.
ولفت البيان إلى أنّه تمّ تحديث صحيفة معلومات لقاح جانسن بحيث باتت تتضمّن إشارة إلى خطر حدوث جلطات عند عدد ضئيل جداً من الأشخاص الذين يتلقّون هذا اللّقاح.
ويأتى قرار السلطات الصحية الأميركية بعد وقت قصير من صدور توصية بهذا الاتجاه عن لجنة خبراء اجتمعت بطلب من “المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها”.
وقال المدير العلمي في شركة “جونسون أند جونسون” بول ستوفيلز إنّه “ممتنّ” للتوصية التي أصدرها الخبراء كونها تشكّل “خطوة أساسية لكي تتواصل في بيئة آمنية عمليات التلقيح البالغة الضرورة لملايين الأشخاص”.
وكان 7.98 مليون أميركي تلقّوا لقاح “جونسون أند جونسون” قبل أن يصدر قرار تعليق عمليات التطعيم به.
ولقاح “جونسون أند جونسون” الذي يتميّز خصوصاً بأنّه من جرعة واحدة، حصل في نهاية فبراير على ترخيص من وكالة الأدوية الأميركية ضمن الآلية الطارئة للقاحات.
وبحسب بيانات قدّمت، الجمعة، فإنّه من أصل 3.99 مليون امرأة تلقّين هذا اللّقاح في الولايات المتّحدة أصيبت 15 امرأة بجلطات دموية خطرة وثلاث منهن توفّين.
والغالبية العظمى من هؤلاء النساء (13 من أصل 15) تقلّ أعمارهن عن 50 عاماً، في حين أنّ المرأتين الباقيتين عمرهما يتراوح بين 50 و64 عاماً.
ولم تسجّل أيّ حالة تجلّط مشابهة لدى أيّ رجل.
والجمعة، سلّط خبراء الضوء على الفوائد العديدة التي يتيحها هذا اللّقاح الأحادي الجرعة والذي يمكن تخزينه في البرّادات المنزلية وإيصاله بسهولة إلى الفئات الهشّة، مقابل مخاطر نادرة جداً لحدوث تجلّطات يمكن أن تكون لها عواقب عصبية مدمّرة حتى عندما لا تكون مميتة.
وثبت أنّ لقاح “جاي أند جاي” فعّال بنسبة 66 بالمئة في الوقاية من العوارض المتوسّطة إلى الشديدة من كوفيد-19، وفقًا للتجارب السريرية التي أجريت على ما يقرب من 40 ألف شخص بالغ في العديد من البلدان حول العالم.
وعلى الرّغم من عدم ثبوت العلاقة بين اللّقاح وهذه الجلطات الدموية النادرة، فإنّ العلماء يعتبرونه “السبب المحتمل” لهذه الظاهرة التي رصدت أيضاً لدى بعض الأشخاص الذين تلقّوا لقاح أسترازينيكا.
وكانت الهيئة الأوروبية الناظمة للأدوية قالت الثلاثاء إنّ التجلط الدموي يجب أن يُدرج كأثر جانبي “نادر جداً” للقاح “جونسون أند جونسون” الذي تبقى منافعه أكبر من مخاطره.
وقالت الهيئة الأوروبية الناظمة للأدوية إنها وجدت “رابطاً محتملاً” بين اللقاح والتجلط الدموي، مشيرة إلى أن لجنة السلامة التابعة لها “خلصت إلى أن تحذيراً حول احتمال الإصابة بتجلط دموي غير اعتيادي مع صفائح دم متدنية يجب أن يضاف إلى المعلومات حول المنتج”.