بحضور رئيس الحكومة.. مراكش تحتضن الملتقى الإفريقي الأول للحد من المخاطر الصحية-فيديو

احتضنت مدينة مراكش الحمراء، اليوم الأربعاء، فعاليات المؤتمر الإفريقي الأول للحد من المخاطر الصحية، الذي سيعقد إلى غاية يوم الـ18 من شهر نونبر الجاري.

وقد عرف حفل افتتاح النسخة الأولى لهذا المؤتمر الإفريقي الخاص بالحد من المخاطر الصحية حضور رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، الذي صرح بهذه المناسبة لموقع “سيت أنفو” أن الرسالة الملكية  الموجهة إلى القارة الإفريقية ولوطننا، تبرز أهمية خيارات بلادنا في التغطية الصحية والدعم والحماية الاجتماعية، بفضل رعاية الملك محمد السادس، والذي خاض فيها المغرب أشواطا كبيرة.

ولفت أخنوش على أنه أصبح من الممكن اليوم أن نتقاسم هذه التجارب مع القارة الإفريقية، وستكون مناسبة لنقاش تحديات مخاطر الأمراض الصحية، التي ستصل إلى مخرجات هذا الأسبوع، إذ سيقوم بمرافقة وزير الصحة الذي يقوم بعمل كبير كي يتم تكوين  نطاق إفريقي في الصحة تشتغل عليه بلادنا مع عدد  من الشركاء والبلدان كي يكون نطاقا إفريقيا يعالج مشاكلنا الصحية.

بدوره وزير الصحة المغربي خالد آيت الطالب كان حاضرا في هذا الملتقى الخاص بالحد من المخاطر الصحية، وهو الحدث الذي وصفه بالفريد من نوعه على المستوى العالمي، لافتا إلى كون المناظرة الخاصة بالحد من المخاطر الصحية تجمع أكثر من 40 دولة، لاسيما من البلدان الإفريقية.

وذكر وزير الصحة بأهمية الرسالة الملكية، التي وجهها الملك محمد السادس على خلفية احتضان المغرب للملتقى الإفريقي الأول للحد من المخاطر الصحية، وهي الرسالة التي حملت في طياتها مناشدة للقارة الإفريقية من أجل العمل يد  في يد لا سيما أننا استخلصنا مجموعة من الدروس والعبر من جائحة كورونا، مبرزا أنه من الضروري أن تعرف القارة الإفريقية بعض الصعوبات التي لايمكن لأي دولة لوحدها أن تتغلب على هذه الصعوبات سواء على المستوى الاجتماعي او الاقتصادي او على المستوى البيئي وحتى على المستوى الصحي.

وأشار آيت الطالب أن السيادة الصحية لا تتعلق بالقطاع الصحي لوحده بل تتعلق أكثر بالقطاعات الأخرى ومن هنا جاء الحديث عن المخاطر الصحية والحد منها.

ولفت وزير الصحة إلى كون مناظرة اليوم ورسالة الملك تقتضي ضرورة العمل يدا في يد من أجل الوصول إلى رقي القارة الإفريقية على المستوى الصحي والاقتصادي والبيئي وأيضا الإنساني.

وشدد آيت الطالب على أنه ستنبثق عن ختام هذا الملتقى مجموعة من التوصيات التي تتعلق بالمخاطر الصحية على المستوى القاري والتي سيشرف عليها عدد من الخبراء، الذين يجتمعون خلال الأيام القادمة.

يذكر أن حفل افتتاح الملتقى الإفريقي الأول للحد من المخاكر الصحية قد عرف ألقاء كلمة لأودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة “اليونسكو”، مداخلة كل من الدكتورة إيمان القنديلي، الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ميغيل أنخيل موراتينوس، كينداي الأمين العام للمؤتمر من زمبابوي وموغان شيتي رئيس التحالف الطبي في إفريقيا .

يشار أن هذا الملتقى الإفريقي الخاص بالصحة قد عرف حضور عدد من الفاعلين بقطاع الصحة وأيضا الفاعلين الإقتصاديين والخبراء من عدد من البلدان، إضافة إلى حضور كل من مستشار الملك محمد السادس، أندري أزولاي، رجل الأعمال ووزير الشبيبة والرياضة الأسبق ،منصف بلخياط، وزير التربية الوطنية الأسبق سعيد أمزازي وآخرون، إضافة إلى حضور حوالي 200 صحفي من 60 دولة لتغطية هذا الحدث الهام الذي تحتضنه المملكة المغربية إلى غاية يوم ال 18 من شهر نونبر الجاري.

جدير بالذكر أن الملك قد أكد رسالة سامية وجهها اليوم الأربعاء، إلى المشاركين في المناظرة الإفريقية الأولى للحد من المخاطر الصحية، أن صحة المواطن ركيزة أساسية للتقارب والتضامن بين الشعوب وإحدى الدعامات المحورية لبناء تعاون جنوب-جنوب فعال.

وأكد الملك محمد السادس أن صحة المواطن تشكل ركيزة أساسية للتقارب والتضامن بين الشعوب وإحدى الدعامات المحورية لبناء تعاون جنوب – جنوب فعال.

كما أبرز أن الصحة تعتبر من أكبر التحديات في القارة الافريقية، مشيرا جلالته إلى أن جائحة كوفيد 19، أبانت ضرورة العمل الجماعي، من خلال مضاعفة المشاريع، وتجهيز الدول بالبنى التحتية اللازمة في هذا المجال.

بالإضافة إلى ذلك، أشار الملك في هذه الرسالة التي تلاها وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، إلى أن الأمر يتعلق أيضا “بتمكين الشعوب الإفريقية من العلاجات واللقاحات الضرورية، ومواجهة مختلف الأمراض والأوبئة”.

وبهذه المناسبة، أكد الملك محمد السادس أنه منذ اعتلائه العرش، “اعتمدنا مقاربة، جيو-استراتيجية جديدة في إطار شراكة جنوب- جنوب، تقوم على التضامن والتعاون وخدمة المصالح المشتركة، بما يعود بالنفع على المواطن الإفريقي”، مذكرا في هذا الصدد بعمل المملكة المغربية على توفير منح دراسية لتكوين الأطباء والصيادلة، والأطر الطبية الإفريقية، في مختلف الجامعات المغربية.

وأضاف الملك: “كما بادرت بلادنا بإطلاق عدة مشاريع، على نطاق واسع في العديد من البلدان الإفريقية، لا سيما من خلال إنشاء مصحات طبية ومستشفيات، وكذا إرسال مساعدات إنسانية، من معدات ومستلزمات طبية وأدوية”.

وفي ما يخص مواجهة جائحة كوفيد 19، لفت صاحب الجلالة إلى أن المغرب عمل على منح وتوصيل مجموعة هامة من المعدات والمنتوجات الخاصة بالحماية والوقاية، وكذا الأدوية، عبر جسور جوية، إلى أكثر من عشرين بلدا إفريقيا.

وبالموازاة مع ذلك، قال الملك إن “المملكة المغربية تدعم جميع المبادرات البناءة المتعددة الأطراف، وكذا العمل المشترك على المستوى القاري في هذا الميدان”، مشيرا إلى أن المملكة المغربية تكرس كل الجهود من أجل بناء نموذج صحي إفريقي متكامل، وتنخرط في بلورة الأسس الكفيلة ببناء منظومة صحية متماسكة على مستوى القارة الافريقية، تعتمد البحث والتطوير مع كل الشركاء، وتسعى إلى توفير الإمكانات المادية والبشرية، وذلك من خلال برامج وسياسات استباقية.

وشدد الملك، في هذا الصدد، على ضرورة الانفتاح على التطورات التكنولوجية التي يعرفها العالم في المجال الصحي، ومواكبة الأنظمة الصحية لدول القارة لهذه التطورات.

وبعدما أعرب الملك على استعداد المغرب لتقاسم خبراته وتجاربه في هذا المجال، مع سائر الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة، أكد جلالته أن وعي المملكة المغربية بضرورة ضمان الأمن الصحي لكل المغاربة، جعلها تعمل على تعميم الحماية الاجتماعية.

Related Post