بالفيديو.. “فطور في مدينة” ينقل لكم أجواء رمضان بفاس

حل شهر رمضان ضيفا عزيزا على بيوت المسلمين، وما لبث أن طلب ضيافة الله حتى شرع له المغاربة الطريق نحو ديارهم، من شمالها إلى جنوبها. وكما فعل رمضان فعلنا كذلك، حملنا ميكروفوننا وطرقنا باب العديد من المدن، طلبنا ضيف الله ولم تبخل علينا أية مدينة في ولوج قعر دارها والتعرف أكثر على أجوائها وعاداتها الرمضانية.

وكانت أولى محطاتنا مدينة فاس، التي دغدغت رائحة حلوياتها التقليدية أنفنا وحملتنا من عياء صيامنا إلى جو أكثر راحة، بين صوت آلة العود التي تتردد من كل فج في المدينة، وبين مدينتها القديمة التي أغدقتنا بمشاهد عمرانية سافرت بنا إلى عهد الأدارسة والأندلسيين والمرابطين وغيرهم.

ولا يمكن أن نطأ فاس دون أن تأخدنا ريحها الساخنة إلى أسواقها ومحلاتها القديمة، حيث لا تستهوينا “الشهيوات” الفاسية فقط، بل أصالة العمران كذلك وكرم التجار و حلاوة لسان أهالي المدينة، “مرحبا أ لالة”، “زيد تفضل أسيدي”، كأن حلاوة “الشباكية” و”الفيلالية” تقطر من روحهم وفن تعاملهم.

ويبدو أن جو رمضان بفاس لا يزال يحتفظ بطبعه الروحاني، فما يكاد يرفع صوت الأذان في الصوامع حتى يحج الفاسيون إلى مسجد القرويين، موعد بات من الطقوس الضرورية للمواطن الفاسي حتى يكتمل صيامه، فهناك ترتفع الأكف بالدعاء وتوصل الأرحام ويخف عبء الصيام من البدن.

وتدرك أن موعد الإفطار قد حان عندما تسمع طلقات المدافع السبعة، أو صوت “الزواكة” القادم من البرج الشمالي للمدينة، وما أن يهدأ الجو حتى تجتمع العائلة حول مائدة الإفطار، لمد جسور التواصل، متناسين أي خلاف أو مشكل سابق، ومتأثرين بالمفعول السحري لرمضان، حيث لا يصوم المرء عن الأكل والشرب فقط، إنما عن كل ما يمكن أن يعكر صفو حياته.

ورغم ظروف العصر التي فرضت الانسلاخ عن الهوية المغربية، خصوصا في المدن الكبيرة، إلا أن فاس تشبتت بعراقتها وأبت أن تتخلى عن عاداتها وتقاليدها، وهو ما يبدو جليا في الاستعدادات الرمضانية التي لا يخلو منها أي بيت فاسي، أو الاحتفال بشعبانة إيذانا بدخول شهر رمضان.

وتتفنن الفاسيات في صناعة ما لذ وطاب من “شهيوات”، مؤمنات بالمثل الدارج “العين كتشبع قبل من الكرش”، إذ تبدو المائدة كلوحة تشكلت بأنواع وأشكال مختلفة من الحلويات، منها “الشباكية” و”كريوش” و”سلو” وغيره، ثم “الحريرة” التي تتوسط هذا المعرض الذوقي بكل شموخ وعنفوان.


بوزوق يكشف لزملائه سبب رحيله عن الرجاء

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى