على هامش جدل المعاشات.. توصية اليوسفي وتعويضات تنقلاته لصندوق العالم القروي

وقع الراحل عبد الرحمان اليوسفي على الحدث البارز، حينما أعلن من قبره عن وصيته التي وثقتها زوجته هيلين يوم أمس، تقضي بموجبها أن يظل منزله – بعد عمر طويل لزوجته – مفتوحا في وجه الزوار، بكل ما فيه من وثائق وصور وذكريات ومذكرات وأثاث وكتب وهدايا، ويتم تحويل مجموع رصيده المالي الذي كان يحول لحسابه منذ مغادرته لمنصب الوزير الأول، إلى المؤسسة الوطنية لمتاحف المغرب التي يرأسها المهدي قطبي.

وجاء الحدث متزامنا مع الجدل الذي رافق معاشات البرلمانيين، وما خلفه من تداعيات على الفضاء الأزرق، وما يزال يجر خلفه الكثير من ردود الفعل، على الرغم من قرار رئيس مجلس النواب وبعد استشارة رؤساء الفرق، بتصفية معاشات البرلمانيين.

وتوالت ردود الفعل باستظهار قوة وسائل التواصل الاجتماعي أمام الفاعل السياسي، بلغت في حدود معينة إلى مستوى السخرية وأحايين إلى الرد الساخن، ثم تواترت مقارنات بين فسلفة رجال سياسة في تدبير الشأن العام، وامتلأ جزء من الفضاء الأزرق منذ ليلة أمس إلى اليوم، بشخصيات طبعت المشهد السياسي في السنوات القليلة الماضية، كل بمنطقها في فهم السياسة والحياة وما بينهما.

وفي هذه المقارنات الدقيقة، عادت الأذهان والحالة هاته، إلى عبد الرحمان اليوسفي، بعد أن مرت على رموز أخرى، ومنها من ارتبط اسمها في المخيال الشعبي بميزات أقل أو أكثر، وكان ميزان المقارنة هذا بمعيار اليوسفي دائما، خاصة حينما تم ضبط عقارب الساعة إلى بضعة سنوات قليلة، وبالضبط حينما صدرت مذكرات قائد التناوب والكاتب الأول الأسبق للاتحاد الاشتراكي، يعلن في بعض أجزائها تفاصيل الأخبار الزائفة عن “هوس تعويض”.

يقول اليوسفي في نفس الهوس وعنوانه الكامل “هوس تعويض من طرف العدالة الانتقالية”، إنه راجت أخبار في سنة 2011، ببعض الصحف تدعي أنه تلقى رقما خيالا كتعويض من هيئة الإنصاف والمصالحة، مكملا لأخبار مماثلة ادعت أنه حصل على هدايا عينية (ضيعات) بمناطق مختلفة من المغرب:”وإن كنت أتفهم غايات وتهافت من يطلقون أخبارا مزيفة مماثلة”.

وزاد اليوسفي قائلا إنه سجل بتقدير موقف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالمغرب، الذي أصدر بلاغا ينفي فيه جملة وتفصيلا ما راج من أنه طالب أصلا بتعويض من هيئة الإنصاف والمصالحة، وكذا خبر تعويضه بما قدره أكثر من مليار سنتيم: “بينما نشرت يومية “الاتحاد الاشتراكي” توضيحات موثقة أكدت من خلالها أنني لم أتلق هدايا من الدولة المغربية، سوى هديتين من جلالة الملك المرحوم الحسن الثاني وجلالة الملك محمد السادس، هما عبارة عن ساعتين يدويتين، مثلما أنني كنت أرفض دوما الحصول على أية تعويضات غير مبررة قانونيا أثناء ممارسة مهامي الحكومية، واتخذت قرارا إداريا، لم ألزم به باقي الوزراء، هو أنني كنت دوما أحيل تعويضات مهامي بالخارج على صندوق التضامن مع العالم القروي”.

غادر عبد الرحمان اليوسفي الوزارة الأولى بعد تعيين إدريس جطو وزيرا أولا، وانتهى التناوب التوافقي بعد “أمولا نوبة”، ثم غاد اليوسفي بعدها الكتابة الأولى للحزب، وتوالت تقلبات السياسة بعد أن طويت صفحات وفتحت أخرى، وبكثير من الأدوات المختلفة عن سابقاتها، سارت الكثير من المياه في الكثير من دروب الحياة والسياسة، فتغيرت الملامح والصور والتقديرات والاعتبارات والرموز … وقد تتبدل أكثر.


أمطار رعدية مرتقبة بعدد من المناطق المغربية ومسؤول بالأرصاد يوضح

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى