العطري: العنف في غزة يوظف توظيفا “إيديولوجيا”

دعا عبد الرحيم العطري، أستاذ الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، إلى تخليص مفهومي “العنف” و “السلم” من التلبس أو الالتباس الايديولوجي.

و قال عبد الرحيم العطري، خلال ندوة نظمها مجلس حكماء المسلمين، أمس الخميس، برواقه بالمعرض الدولي للنشر و الكتاب بالرباط، إن ” ما يحدث في غزة اليوم يظهر كيف يوظف مفهومي ” العنف” و “الحرب” توظيفا إيديولوجيا إما من باب المظلومية أو الأحقية إلى غير ذلك من الادعاءات.

و أكد الخبير في علم الاجتماع، على ضرورة نهج مقاربة التكامل المعرفي في مناقشة مفهومي “العنف” و “السلم”، مشيرا إلى أن العصر الراهن يعرف بروز أنماط جديدة من العنف تتجاوز ثنائية “العنف المادي” و “العنف الرمزي”.

وأشاد العطري، بجهود مجلس حكماء المسلمين الرائدة في مجال تعزيز قيم السِّلم والتسامح والتعايش السلمي، لا سيَّما من خلال المشروعات والمبادرات البحثية التي تركز على مفهوم “التكامل المعرفي” في مقاربة مختلف الإشكاليات، والقضايا المتعلقة بموضوع السلم ومواجهة العنف والتطرف.

ولفت إلى أن كتاب “العنف والسلم: نحو فهم متكامل”، الذي أصدره مجلس حكماء المسلمين، أسهم في توضيح العديد من المفاهيم والأفكار والرؤى وقدَّم كل التخصصات البحثية في مقاربة مفهومي “العنف والسِّلم”.

من جانبه، أكَّد سمير بودينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام، أن تعزيز السلم بين الأمم والشعوب أحد أبرز القضايا التي تستأثر باهتمام مجلس حكماء المسلمين، الذي يحرص على دعم الجهود الرامية إلى دراسة مختلف العوامل والأبعاد التي تعيق تحقيق السلم وتحليلها، وتطوير إستراتيجيات فعَّالة لإرساء الاستقرار والسلام الدائم، مشيرًا إلى أن تحديد الأسباب التي تؤدي إلى العنف من محددات ومكونات تُعدُّ خطوة رئيسية تسهم في تأسيس مجتمعات قائمة على مفهوم السلم وتنبذ العنف.

من جهته، أوضح الباحث بلال الخروبي، أن المعرفة العلمية مسار ضروري لإدراك الأبعاد المختلفة لمفهومي “العنف” و”السلم”، والارتباط الوثيق بين التخصصات المختلفة في هذا المجال، مؤكدًا أن استيعاب مفهوم “السلم” في شموليته يتطلب مقاربته بأكثر من منهج معرفي، وبنظريات مختلفة، تمزج بين ما هو اجتماعي، ونفسي، وتاريخي، لذلك فإن كتاب “العنف والسلم.. نحو فهم متكامل” يعالج موضوع العنف والسلم بعمق وشمولية، من خلال تقديم رؤية متكاملة تستند إلى منهجية علمية رصينة، تجعله مرجعًا مهمًّا للباحثين والمهتمين بهذا المجال. 

تجدر الإشارة إلى أن مجلس حكماء المسلمين، يشارك بجناح خاص في معرض الرباط الدولي للكتاب؛ يقدِّم فيه أكثر من 220 إصدارًا بـ 5 لغات مختلفة، منها 22 إصدارًا جديدًا، تعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، بالإضافة إلى تنظيم عدد من الجلسات النقاشية والثقافية، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكِّرين والأدباء والمثقفين والأكاديميين وأساتذة الجامعات، وذلك انطلاقًا من رؤية المجلس ورسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني؛ حيث يقع جناح المجلس بالمعرض بجناح رقم C 18 بحي السويسي بالعاصمة المغربيَّة الرِّباط.


هزة أرضية تضرب سواحل الحسيمة وخبير في الزلازل يوضح

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى