“الاحتفاء” بصور صباغة أستاذ للقسم.. بين وظيفة المدرس والمهام التطوعية

فتح احتفاء رواد في مواقع التواصل الإجتماعي بصور أساتذة إما يستقبلون التلاميذ بطريقة خاصة، مثل توزيع الحلويات، أو يقومون بصباغة أقسامهم، في بداية الموسم الدراسي، نقاشا ليس هينا، تدور حول وظيفة المدرس الأساسية؟، وحدود المهام التطوعية؟، ومعايير التنويه؟.

عمل نبيل دون تضخيم

في هذا الصدد، شدّد عبد الوهاب السْحيمي، الفاعل التربوي، في بداية حديثه على أن “الأستاذ قبل كل شيء مُربي، وله دور مجتمعي مهم جدا، خصوصا في المناطق  النائية، وقيامه بمهام تطوعيه إضافية أمر محمود ولا مشكلة، بل أشجع على ذلك”.

وأضاف السحيمي في تصريح لـ”سيت أنفو”، “لسنا ضد هذه المبادرات الحميدة، ولكن يجب تبقى في حدودها، ولا يجب أن تأخذ أبعاد أخرى، والخطير أن المهام التطوعية مع المدة أصبحت تُدرج في المذكرات كمهام رئيسية، وإذا لم يقم بها يعاقب، وأدعو الأساتذة إلى السهر على مهامهم، بعدها يمكن القيام بالمبادرات”.

مهام الأستاذ

وأوضح المتحدث نفسه، أن  “مهام الأستاذ وفق النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية تتلخص في التدريس أولا، وكل ما يتعلق بالامتحانات ثانيا، عدا ذلك تبقى كل المهام تطوعية، ولا يجب أن تتحول إلى مهمة أساسية”.

وتابع: “إلا أننا ابتلينا بوزير يُحب الصور كثيرا، ومن يلمع له صورته، وهناك مستشارين معه دورهم هذا في مواقع التواصل الإجتماعي، وهو حول المهام التطوعية النبيلة من مكانتها الراقية أساسية، مع استغلالها سياسيا، وفي تصفية الحسابات، ويظنون أنها ستكون طوق النجاة للبقاء الوزير سعيد أمزازي في منصبه”.

معايير التكريم

وأكد المتحدث ذاته، أن “أحسن أستاذ الذي يتم تكريمه في نظر الوزارة، من يشتري الحلويات لتقديمها للتلاميذ، مع أخذ “صورة سيلفي”، ونشرها في مواقع التواصل الإجتماعي، في حين هناك أساتذة قضوا حوالي أربعين سنة في المهنة ولا يُلتفت إليهم، وتخرج على أيديهم أجيال، ويدرسون بكفاءة عالية”.

وأشار الأستاذ بوزارة التربية التربية الوطنية إلى أن “صورة لأستاذة أثناء قيامها بصباغة قسم انتشرت بشكل واسع في الوقت الميت قبل خروج الحكومة الجديدة، وأول من نشرها صفحة تابعة لوزير التربية الوطنية، مع تعليق أن الوزير يبحث عنها لتكريمها، في حين يقال أن الصورة تعود إلى 2008، وهذا يعطي انطباع أن دور الأستاذ هو هذا”.

التحول

وأبرز أنه “قبل يومين تم إعفاء مدير  بدون استفساره بمبرر عدم سهره على النظافة وتوفير لوازم التعقيم وتنقية الساحة من الأشواك، في حين مهمة المدير والأستاذ تربوية بداغوجية، أما توفير الصباغة وأدوات التعقيم فهو دور المديرية الاقليمية”.

وضرب السحيمي أمثلة على تحول أعمال تطوعية إلى إلزامية، منها “الساعات التضامنية التي ظهرت لتغطية الخصاص بشكل تطوعي، لكن تحولت إلى ساعات إلزامية، وأساتذة الأبتدائي والإعدادي غير ملزمون بحراسة البكالوريا لكن مع الوقت أصبحت كذلك”.

 

Related Post