عبد الإله بنكيران .. مع تأييد الباقي

كل الذين تابعوا القرار الجديد لعبد الإله ابن كيران بعودة العلاقات بإخوانه في الحزب، لا بد أنهم قرأوا بتمعن كبير الرسالة التي أصدرها مساء أمس إلى نهايتها.

كتب عبد الإله ابن كيران في الرسالة يؤكد عودة العلاقات مع وزراء الحزب:”إكراما للأخوين الأستاذ عبد الرحيم الشيخي والدكتور عز الدين توفيق واستعابة لطلبهما أعلن أنا الموقع أسفله عبد الإله ابن كيران التراجع عن قرار قطع العلاقات مع السادة الواردة أسماءهم في البلاغ السابق”، مضيفا جملة صغيرة ومعبرة “مع تأييد الباقي”.

وليس تأييد الباقي هذا سوى استمرار اقتناعه بتجميد عضويته في الحزب، وهنا سيطرح السؤال عطفا على عودة العلاقات مع وزراء الحزب بعد الإعلان عن قطعها في وقت سابق: هل سيستمر ابن كيران في تجميد عضويته في الحزب في أفق الاستقالة العملية، أم سيعلن في الأيام المقبلة وإكراما لطلبات ورغبات أخوية للعودة للحزب.

في جميع الأحوال، استقالة ابن كيران من الحزب قد تكون في صالح الأطراف التي تزعجها خرجاته المفاجأة، وحتى إذا استمر ابن كيران في تجميد عضويته فلا يعني ذلك تراجعه عن الأضواء إلى الأبد، ولذلك قد يظل الأمين العام السابق للحزب من بين القضايا المزعجة حزبيا، كما ظلت مغادرته الأمانة العامة ورئاسة الحكومة مقلقة له ولتيار واسع داخل صفوف الحزب .

والجميع ممن يعرفون ابن كيران جيدا، يدركون أنه شخصية متفردة عن البقية، وقد ظهر ذلك في العديد من القضايا السياسية والحزبية التي لم يستطع البقاء خلالها صامتا، وهي نفس القضايا التي أزعجت الفريق الحزبي في حكومة الدكتور سعد الدين العثماني.

ومادام الشيء بالشيء يذكر، فعبد الإله ابن كيران، ومنذ مغادرته رئاسة الحكومة، والإحساس بالغبن من طرف تيار إخوانه يلازمه وإلى الآن، وهو جزء من أسباب أخرى جعلته يفرغ كل ذلك التوتر أمام الملأ ويعلن قطع علاقته بالوزراء: الرميد والرباح والداودي وأمكراز، دون باقي الوزراء من نساء الحزب.

ولا بد أن يفهم المتتبع النبيه أن قطع العلاقات وخاصة مع الرميد والداودي الذين رافقاه طيلة مسيرة حزبية وسياسية وأيضا حكومية، وبعدهما الرباح الذي أصبح من المغضوب عليهم الجدد بالنسبة لابن كيران، لم يكن قرارا اعتباطيا بل رمزيا يحمل ضمنه غضبا ربما دام أكثر من اللازم، وقد يفهم منه المتتبع للبيت الداخلي للحزب أن ابن كيران يُحمل مسؤولية الوضع الاعتباري الحزبي الذي يوجد عليه اليوم إلى الوزراء الذين أشار إليهم وبالاسم.

في جميع الأحوال، سيظل ابن كيران في الحزب حتى وإن قرر قطع العلاقة معه وبصفة نهائية، ولا أحد يستطيع أن يمنعه من التعبير عن مواقفه الحزبية أو السياسية، وهو ما قد يؤثر على مسيرة الحزب في الحكومات المقبلة، سواء قادها أو شارك فيها، علما أن الطريقة التي يفرغ بها ابن كيران غضبه بأسلوب الرسائل قد يفقده جزءا من الوضع الاعتباري الذي يكنه له المقربين منه، وقد يكون هذا الأمر قد بدأ على الأقل بالنسبة لسكان الفايسبوك.

 



whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
محامي يكشف العقوبات التي تنتظر “مومو” والمتورطين في فبركة عملية سرقة على المباشر







انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى