أمل أبومسلم.. مبتكرة “جدول الضرب الخارق” والفائزة بلقب أفضل مدرس في العالم
“جدول الضرب الخارق” هو الاسم الذي تحمله التقنية التي ابتكرتها أمل أبومسلم للمساعدة على تعلم الحساب والقواعد الرياضية بطريقة مختلفة من خلال الصور والقصص التي تعطي لكل رقم معنى. وبفضل هذه التقنية الفريدة من نوعها، حصلت أمل أبومسلم على اعتراف دولي ك”أفضل مدرس في العالم” سنة 2021 ، من طرف منظمة (AKS Education Award) العالمية، التي يوجد مقرها بالهند.
من منطلق شغفها الكبير بمهنتها وعشقها للإبداع ، طورت هذه المدر سة لمادة الرياضيات في مجموعة مدارس عقبة بن نافع في تمارة هذه الطريقة لتسهيل تدريس الرياضيات للأطفال، وخاصة أولئك الذين يعانون من التوحد أو من صعوبات التعلم.
لا تخفي أمل أبومسلم، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، حبها لاختياراتها المهنية، قائلة “عندما نختار مهنة عن حب وقناعة فأكيد أننا سنبدع فيها ونتميز”.
وشددت هذه المدر سة التي التحقت بالتعليم قبل عقدين من الزمن، على أن الأمر لم يكن بالنسبة لها مجرد مهنة تؤجر عليها ماديا، إنما كان مجالا لتحقيق حلم وتفجير طاقات، مسجلة أن الجميع كان ينتظر أن تختار مسارات مختلفة كالطب والهندسة وغيرهما. وأضافت هذه الأم لأربعة أطفال، أنها سعيدة لأن عائلتها احترمت اختيارها، “ومع مرور السنوات أكدت لهم أن الإنسان قادر على ترك بصمة في المجال الذي اختاره”.
وسجلت أمل أبومسلم، التي فازت بالعديد من الجوائز الوطنية والدولية بفضل إدماجها لتكنولوجيا المعلومات والتواصل في القسم، أنها تجرب كل ما من شأنه تحسين جودة التعلم، لاسيما عبر مواكبة كل المستجدات سواء منها البيداغوجية أو التكنولوجية.
وفي هذا الصدد، حصلت أمل على المرتبة الأولى في مسابقة الأساتذة المجددين سنة 2016 التي تنظمها وزارة التربية الوطنية، ثم جائزة الابتكار التربوي سنة 2019، قبل أن تفوز بلقب أفضل مدرس في العالم لسنة 2021 من طرف منظمة AKS.
وبخصوص مفاتيح نجاحها، أكدت أمل أنه في مجال التعليم، وحتى يبدع المعلم ويجدد، وجب عليه البحث ومواكبة كل مستجد، وحضور دورات تدريبية. وبهذا الخصوص، قالت أمل إن البحث في آليات الإبداع وطرق توليد الأفكار المبتكرة، يساعد على تقديم الأفضل للمتعلم ليس فقط على مستوى المعارف وإنما أيضا لاكتساب المهارات.
وبالنسبة لأمل أبومسلم، فإن ما يجعلها تشارك في المسابقات سواء داخل المغرب أو خارجه ليس الفوز في حد ذاته، وإنما باعتبارها طريقة لإيصال علم ينتفع به لأكبر عدد من الأطفال، ليس فقط بالمغرب ولكن لكل أطفال العالم. وأوضحت هذه المدر سة التي نشرت كتابا تضمن طريقة “جدول الضرب الخارق”، وتخصص قناتها على “يوتوب” لتقاسم المعرفة في المجال البيداغوجي، وتشارك في ورشات لتكوين زملائها في هذه الطريقة، أنه بعد ابتكارها لهذه الطريقة ووقوفها على نتائجها الباهرة، كان من الواجب إيصالها لأكبر عدد من الأطفال.
وتشكل محاربة الهدر المدرسي من خلال التكنولوجيا التزاما آخر لأمل أبومسلم. ومن أجل هذا الغرض، ساهمت في مشروع بيداغوجي يروم تحويل الدروس التي يتم تدريسها بطريقة تقليدية إلى دروس رقمية يسهل على المتعلمين استيعابها.
وأشارت إلى أنها حاولت خوض تجربة جديدة بتحويل بعض دروس المنهاج إلى تطبيقات للهواتف من خلال إنشاء موقع جمعت فيه تطبيقات تعليمية من إنتاج أساتذة مجددين مغاربة تفانوا واجتهدوا لتقديم الأفضل للمتعلم المغربي. وبالنسبة لأمل، فاليوم العالمي للمرأة يذكرها بحدث سعيد. ففي مثل هذا اليوم، تم تتويجها بالجائزة الكبرى للأساتذة المجددين سنة 2016. وبهذه المناسبة، أهدت أمل أبومسلم نجاحاتها “لكل امرأة مكافحة، لكل امرأة تتخطى كل العقبات ولا يوجد في قاموسها كلمة مستحيل”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية