رغم زلزال الحوز.. السياح يتوافدون على مراكش ونواحيها ويشيدون بتضامن المغاربة-فيديو

وفاء بلوى من مراكش

“رفضت إلغاء رحلتي المقررة إلى مراكش بعد الزلزال، لأن هذا وقت الدعم، ولا داعي للخوف”، بهذه الكلمات وصف السائح الفرنسي فرونسوا موقفه من السفر إلى مركش بعد الكارثة الطبيعية التي ألمت بالمغرب يوم 8 شتنبر.

“البهجة” في حداد
كانت ساحة جامع الفنا أول مكان نزوره، هنا يمكن للزائر من أول وهلة أن يلمس حداد الساحة، فبعد أن كانت عرسا مقاما بكرة وأصيلا، انطفأ وهجها كمدا على إخوة في الجبال يصارعون الأنقاض والأخبار الكاذبة، وفقدت معها مدينة البهجة بهجتها.

التقينا فرونسوا بساحة جامع الفنا صدفة، رجل على مشارف الستينات من عمره، بشوش المحيا، وبعد معرفة أننا طاقم صحفي ، أصر على الحديث إلينا حول موضوع يبدو مزعجا بالنسبة إليه، ويتعلق بالترويع وتشويه صورة المغرب في وسائل إعلام أجنبية.

ويقول فرونسوا في حديثه لموقع “سيت أنفو”  والحرص على إيصال فكرته يعتليه، إنه انزعج كثيرا من التهويل الذي صاحب كارثة زلزال الحوز في وسائل إعلام أجنبية، مؤكدا أن هذه زيارته السادسة للمغرب، وأنه سعيد بها.

مخاوف من تضرر السياحة
بالتوغل قليلا في الساحة وجدنا طوابير من “الكوتشي” (عربات سياحية مجرورة بأحصنة) يرابط أصحابها في انتظار سائح قد يأتي للاستمتاع بشمس مراكش على متن الكوتشي، فيما السياح مترددون في السؤال.

” السياحة ستعود إلى وهجها بعد أسبوع أو أسبوعين بكل تأكيد، لكن مشكلتنا نحن أصحاب العربات تكمن في انقطاع مورد رزقنا طيلة أسبوعين”، هكذا لخص هشام حلوب، نائب رئيس جمعية كوتشي مراكش الوضع، مؤكدا أن الفاجعة أصابت زملاءه في مورد خبزهم اليومي.

ويسترسل حلوب في حديثه لـ”سيت أنفو” بالقول إن رأسمالهم من الأحصنة تضرر في الاسطبلات القصديرية بدوار الظلام يوم الزلزال، لكن اشتداد الأزمة يكمن في تعطل العمل بسبب تخوف السياح غير المفهوم سيما إلى أن الحدث “لا يشبه فاجعة أركانة مثلا وإنما هو كارثة طبيعية قد تحدث في أي مكان” على حد قوله.

وأضاف حلوب إن التعافي السريع للسياحة بالمدينة الحمراء، والتي تفتح في قطاع “الكوتشي” وحده نحو 600 بيت، “رهين بالصورة التي نسوقها للآخر عنا”.

نحن من نقرر صورتنا في العالم
صورة يدرك الفاعلون المدنيون بالساحة أهميتها، كما هو الشأن بالنسبة لعبد الحق بلخدير، ابن الساحة منذ أزيد من 42 سنة، ويعيش معها أفراحها وأتراحها، بدء من إعلانها تراثا لا ماديا من قبل منظمة اليونسكو، مرورا بفاجعة أركانة، وصولا إلى زلزال 8 شتنبر.

وفي هذا السياق، يقول بلخدير إن دوره كباقي الفاعلين المدنيين يوم الفاجعة، كان بث الطمانينة في المغاربة والأجانب، عبر نقلهم إلى ساحة جامع الفنا، والاشتغال مع مختلف الجنسيات على تقديم العلاجات للجرحى.

وأشار إلى أن تخوف العاملين بقطاع السياحة في جامع الفنا طبيعي، سيما وأنها صمام الاقتصاد، ومصدر قوت العديد من الأسر، سواء كانوا تجارا أو صناع فرجة وغيرهم.

ويبدو أن المغاربة نجحوا فعلا في التعريف بمعدنهم في الشدة، كما جاء على لسان فرونسوا الذي جاء مرفوقا بمجموعة من أصدقائه ” عندما نرى صور التضامن والشجاعة التي أبان عنها المغاربة نجدها قيما يحتدى بها”.

الكتبية.. السياح يردون الجميل
في سياق متصل، بدى السياح حريصين على الاقتراب طواعية من وسائل الإعلام الوطنية، لرد جميل مدينة لطالما حولت توترهم إلى استرخاء، وصقيع أيامهم إلى شمس تدفئ القلب والجسد.

بساحة جامع الكتبية المطوقة بأسوجة حديدية تمنع الاقتراب، درء لأي حادث غير محمود، إثر التصدعات التي خلفها الزلزال، وجدنا أفواجا من السياح يقفون لتخليد ذكرى وقوفهم أمام صرح إسلامي ظل شامخا من عهد الموحدين، قبل نحو ألف سنة، وهناك التقينا إيلودي وناتالي شقيقتين قادمتين من سويسرا بعد تاريخ الهزة الأرضية.

بدأت إيلودي الحديث بالقول “قدمنا بعد الزلزال، لدينا أم هنا واصدقاء، ولا داعي للخوف” قبل أن تقاطعها ناتالي بغيرة أبناء البلد، لتؤكد أن “الطريقة الدرامية التي صورت بها الهزة من طرف منابر إعلامية أجنبية، لا تنعكس على أرض مراكش”، مؤكدة في حديثها أن هذه ليست زيارتهما الأولى ولن تكون الأخيرة على حد قولها.

فيما يؤكد فرونسوا أن هذا هو الوقت المناسب للتضامن، ومد يد العون للمراكشيين، عن طريق الاستمرار في اختيار المدينة وجهة سياحية.

كلام قد يبعث الطمأنينة في قلوب رجال ونساء يعتمدون على السياحة للعيش، في انتظار انجلاء الغمامة وعودة البهجة إلى مدينة البهجة.

يشار إلى أن أحياء المدين العتيقة وحي الملاح بمراكش تعرضوا لخسائر في الأرواح بلغت 19 قتيلا حسب آخر حصيلة محينة بتاريخ 13 شتنبر، إلى جانب خسائر مادية بليغة، إثر الهزة الأرضية التي كانت بؤرتها جماعة إيغيل بإقليم الحوز يوم 8 شتنبر، وامتدت قوية إلى مناطق مجاورة من ضمنها مراكش وتارودانت وورززات، مخلفة 2946 قتيلا إلى حدود كتابة هذه الأسطر.


الرجاء يرد على خبر رحيل لاعبيه الجزائريين

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى