فيضان “تينكرفا” يدقّ آخر مسمار في نعش البنيات التحتية بإقليم سيدي إفني

بينما تترقّب ساكنة مناطق عدة بجهة سوس ماسة، هطول الأمطار وما تُخلفه من أثار إيجابية لدى الفلاحين، على اعتبار أن الجهة تنتشر بربوعها عشرات الضيعات الفلاحية لاسيما في تارودانت واشتوكة آيت باها، حيث تجعل الموسم الفلاحي أكثر ازدهارًا، ثمّة فئة عريضة من هذه الساكنة، يُعتبر المطر بمثابة نذير شؤم بالنسبة إليها؛ إذْ لن تمر التساقطات المطرية دون أن تترك في نفوسها، حالة من الهلع والخوف، إلاّ نادرًا.

سيولٌ عارمة

“تينكرفا” منطقة قروية تقع ضمن النفوذ الترابي لإقليم سيدي إفني، الذي صار تابعا بعد التقسيم الجديد للجهات، لجهة كلميم واد نون، بعد أن كان محسوبا على جهة سوس ماسة، لحقتها أضرارٌ بليغة بفعل الفيضانات الناتجة عن تساقط الأمطار، مساء يوم الجمعة الماضي، ولعلّ السبب في حدوث ذلك، كما يراه متتبّعون للشأن المحلي، راجعٌ إلى هشاشة البنية التحتية وعدم إيجاد الجهات المعنية أية حلول من شأنها أن تحدّ من معاناة قاطني هذه المنطقة، التي تزداد تفاقمًا مع حلول كل فصل شتاء.

أوّل الغيث فيضانات.. هي التسمية التي باتت متداولة بين سكان “تينكرفا” مع هطول أولى قطرات الغيث؛ سيولٌ جارفة تَحدُث في كل مكان، مُتسبّبةً في قطع مسالك طرقية، ما يجعل العديد من الأباء والأمهات يضطرون إلى العدول عن إرسال أبنائهم إلى المؤسسات التعليمية خوفًا عليهم من خطر قد لا يكون لهم في الحُسبان.

فالعديد من سكان جماعة “تينكرفا” بالتحديد، لكونها المنطقة الأكثر تضرّرًا بالإقليم، لازالوا مُتشبّتين ببصيص أمل رغم تبخّر الوعود التي قُدّمت لهم في فترة سابقة، ينتظرون تدخّل الجهات المعنية لتضميد جراح الفيضانات وإنقاذهم من الحيف و التهميش الذين صاروا يعيشون على وقعهما ، حيث تسبّبت سيول الفيضانات التي شهدتها المنطقة، في تخريب مساكنهم وضياع ممتلكاتهم.

خسائرٌ في الأرواح

الفيضان الناتج عن التساقطات المطرية المهمة التي شهدتها جماعة “تينكرفا” بدايةً من مساء الجمعة، أودى بحياة أربعة أشخاص، ضمنهم ثلاث نساء، بعدما باغثتهم السيول العارمة التي اجتاحت المنطقة، أثناء جنيهم لثمار الأركان.

مصدر من المنطقة أفاد لـ”سيت أنفو” أنه جرى انتشال جثتا شخصين فقط خلال مساء اليوم نفسه، بينما دخل اثنان آخران في عداد المفقودين، علماً أنه تم تحديد هويتهما، بعدما لم تُسعف الجهود التي بذلتها مصالح الوقاية المدنية في العثور عليهما إلاّ في صبيحة اليوم الموالي.

مطالبٌ بالتحقيق في مصير “أموال ملكية”

الناشط السياسي محمد الوحداني، المُتتبع للشأن المحلي، دعا جميع أبناء إقليم سيدي إفني عبر المغرب والعالم، إلى الإنخراط في حملة إعلامية وحقوقية لتسليط الضوء على ضحايا الفيضانات بالإقليم.

كما اقترح الوحداني، من خلال تدوينة له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، تشكيل لجنة لمراسلة كل من ملك البلاد، و رئيس الحكومة، و رئيسي البرلمان بغرفتيه، و وزير الداخلية، والمجلس الأعلى للحسابات ، ورئيس النيابة العامة، و عامل الإقليم، و والي جهة كلميم واد نون، للمطالبة بفتح تحقيق في ملفين يتعلقان بوفاة ما يقارب تسعة مواطنات و مواطنين بسبب فيضانات 2018 في إقليم افني، إلى جانب التحقيق في الملايير التي خصصها الملك محمد السادس للمجلس الاقليمي بسيدي افني لمواجهة آثار فيضانات 2014.


زياش يصدم غلطة سراي

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى