تقرير عن الجائحة : حان الوقت لتصحيح كل تقصير اتجاه العاملين في الصحة
يبدو جليا أن استجابة السلطات العمومية كانت فعالة وتفاعلية في مواجهة هذا الوسع الاستثنائي، يقول تقرير حديث مشترك بين مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية ومركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن، ثم يضيف أنه على الرغم من أن المغرب لم يكن يتوفر على أي نظام صحي للتعامل مع موجة بهذا الحجم، فإنه تمكن من تعبئة الموارد وبذل الجهود الوطنية في جميع الجهات، بفضل الانخراط الشامل للدولة، بيد أن هذا لا ينفي سرورة تقييم هذه التجربة.
وفي بداية التقييم يتوقف التقرير المشترك عند القول إنه بالإمكان لكل نظام صحي أن يخضع لإصلاحات عميقة في ظل أوضاع سياسية واجتماعية حرجة، باعتبار أن ذلك يشكل اللحظة المثالية للمراجعة.
وبالنظر إلى إمكانية مواجهة حالة استثنائية من هذه الأهمية في المستقبل، وبغية تحسين إدارة الأزمات الصحية، ينبغي إعداد تدبير الأزمات بشكل أفضل، ويتطلب ذلك في نظر أصحاب التقرير إحداث إطار للتأهب للأزمات وتدبيرها.
ويحدد هذا الإطار مقتضيات التطور المتدرج، وتنظيم وحدة الأزمة الاستشفائية، فضلا عن الأدوات الإجرائية للتعامل مع مختلف الأوضاع الحرجة. لذلك نقترح ما يلي:
وضع دليل تدبير الأزمات للسماح للأجهزة والمهنيين بقطاع الصحة باان يكون لديهم إطار عمل منهجي وإجرائي من أجل تعبئة مختلف قطاعات عرض الرعاية الصحية في مواجهة الأوضاع الصحية الاستثنائية، وتعلم كيفية تعبئة التنظيمات والموارد الداخلية لكل مؤسسة استشفائية بسرعة، بمجرد أن يربك حدث ما عملها بشكل طبيعي، مع ضمان استمرارية وجودة أنواع الرعاية السحية الأخرى، وإنشاء إطار لدعم تبادل الممارسات الجيدة والخبرة في مجال التخطيط والتأهب والتفاعل، وتوفير قاعدة لوضع الخطط الوطنية التي تتمحور حول مختلف أنواع من التهديدات الصحية: جائحة الأنفلونزا وغيرها من الإصابات الناتجة عن عوامل بيولوجية أو غير معروفة، والحوادث التي تسببها العناصر الكيميائية والحوادث الطبيعية ذات الأصل البيئي.
ويواصل التقرير في سرد أهم خلاصاته التي يعتبرها ضرورية للتعامل مع مثل هذه الجائحة من خلال ضرورة توفير آليات التنسيق وأدوات التحليل، وإنشاء شبكة اتصالات تسهل التبادل المبكر للاستراتيجيات في حالة حدوث أزمة، وتنظيم تمارين صحية لفائدة المنظومة السحية، وتبليغ ردود الفعل تجاه التجارب المتعلقة بالأزمات الصحية، والدروس والعبر المستفادة لمصالح الدولة والمهنيين الصحيين، وتوفير التكوين على اليقظة والأمن الصحي بشراكة مع المعاهد والجامعات لتطوير المعارف والمهارات في المجال، وتوسيع قدرات استقبال المصالح الاستشفائية من خلال الرفع من السعة السريرية، والرفع من مخزون المعدات الطبية، ومساعفة عدد مراكز التحليل والاختبار، ثم يصل التقرير إلى خلاصة يعتبرها بدورها ذات أهمية خاصة :”يجب أن نستثمر في هذا الرأسمال الاستثنائي المتمثل في الشجاعة ونكران الذات اللذين عبر عنهما العاملون في مجال الصحة. فقد حان الوقت لتصحيح كل تقسير تجاههم. كما يجب إعادة تثمين المسارات المهنية للعاملين في مجال الصحة العامة”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية