بعد انتحاره.. أصدقاء الطالب المجاز بمكناس يكشفون أسراره
نزل خبر انتحار طالب مجاز بكلية الشريعة بفاس، على أصدقائه كالصاعقة، لاسيما بعدما ترك خلفه رسالة وداع زادت من ألمهم وحسرتهم.
وعبّر أصدقاء الطالب المسمى قيد حياته عبد المولى، عن صدمتهم من خبر انتحاره، خصوصا أنه شغوف بالحياة وعاشق لها، يهوى الكتابة ويغوص في النصوص الأدبية، كما وصفوه.
علي عبيد، صديق الطالب المنتحر، لم يصدّق خبر وفاته، ففضل أن يرثيه برسالة فيسبوكية، قال فيها إنه كان “عاشقا للحياة، ولكنه كان يعيش الحزن كثيرا، فكثيرا ما قرأت وأصدقائي هذه الأحزان على تضاريس وجهه، لم أكن أتصور يوما أن يودعنا هذا الشاب بعد أن تجرع كأس سم لا يرحم، وأعلن على حسابه الخاص على أنه قد شرب السم، وسيودع الحياة بعد ساعتين”.
وخاطب الطالب ذاته صديقه المتوفى متسائلا، “لماذا شربت السم!؟ لماذا رحلت!؟ لماذا لم تترك لي رسالة على الخاص تحدثني عن آلامك وأوجاعك!؟ لماذا لم تنتصر على الموت!؟ لماذا لم تستمر عاشقا للحياة!؟ آه على جبال فاس ومكناس وهي تغني لك أغنية الحزن الأخيرة! هل ودعتنا بهذا البساطة!”.
ونعى عبيد صديقه ابن الراشيدية، في آخر رسالته قائلا: “مهما كانت سهام الحياة جارحة وقاتلة، فكن صلبا خشنا جلدا قويا، لكنك لم تكن، فكنت تحت التراب، وكنا فوق التراب نبكي نهايتك ذكريات لا تموت.. لرحيلك أهديك بيت شعر يتيم كذكرياتك رحمك الله صحبي، على عجل قد تجرعت سما.. ذكرناك حزنا وهما وغما”.
وشدد المتحدث نفسه، على أنه تم نقل زميله إلى المستشفى مباشرة بعد علمهم بواقعة الانتحار، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بكمية السمّ التي تجرعها.
وكان الطالب المنتحر أقدم على الانتحار ليلة الأحد، بعدما كتب رسالة على حائطه الشخصي بالفيسبوك، قال فيها: “أعلن أنا صاحب هذا الحساب الآن أنني في آخر لحظاتي في هذا العالم، وأنني تناولت كأساً من مادة السم، وبضع جرعات من مواد أخرى ستأخذ مفعولها في جسدي بعد ساعتين من الآن”.
وأضاف الهالك: “كان بودّي أن أحيا حياة جميلة، لكن للأسف هذه الحياة ظلّت تعاكسني.. وأنا تعبتُ من المكوث في المكان الخطأ، من التعايش مع الأشياء المتاحة، لا المرغوبة.. فقررت أن أضع حدّا لحياة لا تأتي على سجيّتي.. لتكون نهايتي سرديّة لبدايتي.. نلتقي في البياض”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية