8 مارس.. مغربيات يواصلن مسيرة إثبات الذات في حرف تقليدية “رجالية” وهذه رسالة الوزيرة عمور للنساء -فيديو
يحل الثامن من مارس هذه السنة والمرأة المغربية تواصل معركة إثبات الذات، وانتزاع حقوقها الكاملة التي تضمنها مختلف المواثيق الوطنية والدولية في ظل متغيرات اقتصادية، واجتماعية وثقافية متعددة.
حرف كانت إلى عهد قريب حكرا على الرجال، ومجالات ظلت بعيدة عن اهتمام المرأة أصبحت تسجل اليوم إقبالا من طرف “الجنس اللطيف”، بين من اختارتها عن اقتناع وشغف، ومن قادتها الأقدار والبحث عن لقمة العيش إليها.
في ورش للحدادة التي ترتبط في المخيال الشعبي المغربي بالرجال، تشتغل لمياء بكل ثقة وتفان في هذه المهنة التي اختارتها عن حب، متقفية آثار والدها الذي ورثت عنه حب هذه الحرفة اليدوية الصعبة.
تقول لمياء إن والدها حبب إليها المجال، لتكتشف بعد ولوجها إليه أنه “زوين” رغم كونها “مجالا رجاليا”، دون أن يحيل ذلك بينها وبين ممارسة شغفها بالموازاة مع استكمال دراستها الجامعية.
الشغف نفسه تتقاسمه معها خديحة الهاني، التي تشتغل مسيرة لتعاونية تنشط في مجال تربية النحل ولجته قبل 15 عاما، متحدية كل الصعاب والمعيقات في ميدان تقر بصعوبته بالنسبة للنساء دون أن يمنعهن ذلك من الإبداع فيه.
تؤكد خديجة الهاني على أنها كانت محظوظة لأنها التقت بمجموعة من النساء الطموحات اللواتي يرغبن في إثبات ذواتهن وإظهار كفاءتهن، مشيرة إلى أن التعاونية تضم 20 سيدة من النحالات المتمرسات.
وتضيف الهاني أن التعاونية شاركت في عدة محافل دولية توجت بالحصول على جوائز وشهادات، مشددة على أن المرأة المغربية قادرة على العطاء بقليل من التشجيع والدعم لتذليل الصعوبات والإكراهات التي تعيق تقدمها.
ولعل من بين المجالات التي أصبحت تستهوي سيدات مغربيات، مجال الإرشاد السياحي الذي كان إلى عهد قريب حكرا على الرجال، وهو ما تكشف عنه تجربة وداد مزراق التي تشتغل مرشدة سياحية داخل المدارات الحضرية.
التحقت مزراق بمجال الإرشاد السياحي بعد نجاحها في مباراة نظمتها الوزارة الوصية على القطاع، لتنطلق رحلتها في هذا الميدان منذ سنة 2018.
تقر المرشدة السياحية بأن العديد من الصعوبات أعاقت اندماجها في هذا الميدان “الذكوري”، خاصة وأن النساء المشتغلات فيه يعدن على رؤوس الأصابع نظرا لطبيعته.
ولا شك في أن ما وصلت إليه المرأة المغربية اليوم من اقتحام لمختلف الميادين إسوة بالرجل، لم يكن ليتحقق لولا المواكبة الرسمية من الجهات المختصة وعلى مختلف المستويات.
في هذا الصدد، عبرت فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعات التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، عن اعتزازها بالمرأة المغربية، مشيرة إلى كونها أساس أي مجتمع.
وأكدت الوزيرة على أن المرأة المغربية إذا توفرت لها وسائل النجاح تستطيع أن تحقق المستحيل، وتصنع مستقبلا ناجحا لها ولأسرتها وللمجتمع برمته، منوهة بالنساء الحرفيات اللواتي يساهمن بإبداعهن في تحقيق إشعاع لصناعة التقليدية المغربية.