لقاء بالبيضاء لتعزيز التعاون الاقتصادي بين موسكو وعدة مدن بالمغرب

احتضنت العاصمة الاقتصادية للمملكة، أمس الأربعاء، لقاء مفتوحا نظمته حكومة موسكو (روسيا الفيدرالية) في إطار زيارة رسمية لها للمغرب، خصص لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين موسكو وعدة مدن مغربية، خاصة منها الرباط والدار البيضاء.

وشكل اللقاء، المنظم تحت عنوان “التعاون الاقتصادي بين موسكو ومدن المملكة المغربية”، مناسبة لاستعراض المشاريع المشتركة الممكنة، وتبادل التجارب، والانكباب على دراسة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري بين الطرفين، وقضايا أخرى تهم التنمية الاجتماعية واستراتيجيات التنمية الحضرية وطرق حماية المواقع المعمارية الأكثر أهمية.

وفي هذا الصدد، أبرز وزير حكومة موسكو ورئيس قسم العلاقات الاقتصادية الخارجية والدولية بالعاصمة الروسية سيرغي شيرمان، أن هذه اللقاء يعد تكملة منطقية للقمة الروسية الإفريقية المنعقدة في أكتوبر الماضي، مشيدا بجودة العلاقات التي تجمع روسيا بالمملكة، التي تعتبر أول بلد إفريقي تجمعه علاقات بهذا المستوى مع موسكو.

وقال المسؤول الروسي، إن هذه الزيارة “لا تقتصر على المستوى الحكومي فقط بل إنها تشمل إجراء لقاءات أعمال بين المستثمرين ورجال الأعمال بالبلدين”، مستعرضا في الوقت ذاته مختلف المشاريع التي تقوم بها موسكو، وكذا مؤهلات المدينة في مجالات النقل والبيئة والتنمية الاجتماعية بالخصوص.

من جانبه، وصف القنصل الروسي العام بالدار البيضاء أندري تسيبينكو هذه الزيارة بكونها “تاريخية”، مذكرا بالاتفاقيات الموقعة بين المغرب وروسيا، مؤكدا أن المغرب أصبح، في غضون السنوات الأخيرة، جسرا حقيقيا بين إفريقيا وأوروبا، ويشكل بوابة مفضلة نحو القارة السمراء.

ومن جهتها، أوضحت ممثلة مجلس جماعة الدار البيضاء المكلفة بالتعاون الدولي حكيمة فصلي، أن العاصمة الاقتصادية للمملكة، وفضلا عن وزنها الاقتصادي (30 في المائة من الناتج الداخلي الخام)، هي مدينة غنية بثقافتها ومعمارها وتراثها التاريخي، مؤكدة أنها تمتلك مؤهلات عديدة تعزز من جاذبيتها الاستثمارية، علاوة على كونها تشهد العديد من الأوراش الكبرى والمشاريع المهيكلة التي ستدعم قدرتها على استقطاب استثمارات ذات قيمة مضافة عالية للاقتصاد الوطني .

فيما أشار نائب رئيس مجلس جماعة الرباط يونس شقرون، إلى أن اللقاء يعد فرصة مهمة لتعزيز التعاون الثنائي، ويمثل فضاء لقتاسم الخبرات والتجارب بين المدن المغربية وموسكو، فضلا عن كونه أرضية لبحث آفاق التعاون الطموح والواعد بين الجانبين.

وتابع أن الرباط، التي اعتبرت من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) تراثا عالميا، هي مدينة خضراء بامتياز، وتبني نموذجها التنموي الخاص بها، والمنسجم مع بيئتها وتاريخها، والذي يستجيب لتطلعات الساكنة من خلال مشاريع ضمنت في مخططها للتنمية الحضرية.

وخلص إلى أن عاصمة المملكة لها مؤهلات كبيرة تتيح لها تحقيق تقدم مهم على مسار التنمية والتحديث، من شأنه أن يساعد على تنويع فرص التعاون بين الرباط وموسكو، لا سيما في قطاعات الفندقة والنقل المستدام والتحول الرقمي.

المصدر : وكالات
Related Post