معهد مجموعة صندوق الإيـداع والتدبير يناقش سبل تحفيز المنظومات البيئية السياحية
نظــم معهــد مجموعــة صنــدوق الإيــداع والتدبيــر بشــراكة مــع صنــدوق الاســتثمار الســياحي التابــع لمجموعــة صنــدوق الإيــداع والتدبيــر، أمس الأربعاء، نــدوة عــن بعــد حــول موضــوع: تحفيــز المنظومات البيئية السياحية، والتي استضافت كلا من حسنى مدغري العلوي، مديرة الابتكار والتحول التجاري، وعثمان شريف العلمي، رئيس المجلس الجهوي للسياحة لجهة الدار البيضاء – سطات؛ و العريب الصفاء، أستاذ بالمدرسة العليا للتكنولوجيا في الصويرة، جامعة القاضي عياض؛ وجان لوك بولين، مستشار في المجال السياحي.
وأفاد بلاغ للمعهد توصل “سيت أنفو” بنسخة منه، أن هذه الندوة تأتي لرفــع تحديــات المرونــة والتأقلــم والتمكــن مــن اســتغلال الإمكانــات القصــوى التــي تتيحها المرحلـة الحاليـة لاسـتئناف النشـاط السـياحي، أصبـح مـن الضـروري الارتـكاز علـى الابتـكار ووضـع الاسـتدامة فـي صلـب الاسـتراتيجيات السـياحية، كمـا أن هـدف جعـل وجهـة سـياحية مسـتدامة أصبـح يتطلـب تعزيـز جاذبيتهـا مـن خلال إعطاء الأولوية لانبثاق منظومة بيئية سياحية عبر اعتماد سياسات التسويق المجالية.
وأشار البلاغ إلى أن الســياحة رافعــة أساســية للتشــغيل والنمــو بالنســبة للاقتصــاد الوطنــي، غيــر أن جائحــة كوفيد-19 قد غيـرت هـذا المعطـى بشـكل جـدري، إذ أثـرت علـى المقـاولات والتشـغيل فـي القطـاع بشـكل لـم يسـبق لـه مثيل مـن حيـث إغـلاق المؤسسـات وفقـدان فـرص الشـغل وتراجـع تعبئـة الاسـتثمارات.
بالمـوازاة مـع ذلـك ومـن أجـل الحفـاظ علـى تموقعـه، أصبـح مطلوبـا مـن المغـرب كذلـك أن يتكيـف مـع التطـورات التـي تعرفهـا السـياحة: البحـث عـن تجـارب جديـدة ورفـض المنتجـات النمطيـة، صعـود وجهـات سـياحية جديـدة، تعـدد الفاعليـن، تغيـر الممارسـات وتطوير تكنولوجيات جديدة.
وأضاف أن مســتقبل الوجهــات الســياحية متعلقــا بشــكل متزايــد بالتنســيق الذكــي للأنشــطة الســياحية فــي إطــار منظومـات بيئيـة متناسـقة أو غيـر متناسـقة.
وتنشـأ هـذه المنظومـات البيئيـة كثمـار لسلسـلة مـن عمليـات التـآزر بيــن فاعليــن متنوعيــن، مــن الســلطات العموميــة والمنظمــات الوطنيــة اللامركزيــة وهيئــات التدبيــر المنتــدب للخدمـات العموميـة والقطـاع الخـاص، من مهنيـي الفنـادق والمطاعـم والتنشـيط السـياحي والنقـل مـع تميـز هـذه الفئــة الأخيــرة بوجــود أشــكال أعمــال وأهــداف اســتراتيجية خاصــة، ونتيجــة لهــذا التنــوع، فــإن إنشــاء المنظومــات البيئية يصبح أمرا بالغ التعقيد، إذ يتطلب أن يتم بناؤها بشكل تدريجي إلى غاية أن تشمل جميع الفاعلين.
ويفتـرض فـي سلسـلة القيمـة هـذه أن تكـون قـادرة، فـي إطـار “مسـار السـائح”، علـى اقتـراح عـرض مندمـج ومتكامـل مـن الخدمـات السـياحية التـي تجعـل مـن الجـودة ومـن التعـاون بيـن القطاعيـن العـام والخـاص الدعامـة الأساسـية لإنجاح هذه المنظومات البيئية، وفي نهاية المطاف، لتعزيز قدرات القطاع السياحي على المرونة والتأقلم.
بهـذا الصـدد، أدرجـت اللجنـة الخاصـة للنمـوذج التنمـوي الجديـد القطـاع السـياحي فـي رؤيتهـا لمغـرب المسـتقبل مـن خـلال توصيتهـا، مـن بيـن تدابيـر أخـرى، بدعـم المبـادرات المقاولاتيـة، خاصـة منهـا الراميـة إلـى تنميـة المقـاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة على المستوى المحلي.
وكان ذلـك بالضبـط هـو الخيـار الـذي اعتمدتـه Madaëf ، كمـا ذكـرت بذلـك حسـنى مدغـري العلـوي، من خلال نوافذ فـي خمسـة مجـالات ترابيـة – تغـازوت بـاي، خـلال إطـلاق البرنامـج المقاولاتـي Éco6 Madaëf فـي 2020، والـذي السـعيدية، تامـودا بـاي، الحسـيمة وفـاس وذلـك لفائـدة نشـاط معيـن وهـو الكولـف.
فـي متـم هـذه المرحلـة الأولـى مـن تنفيـذه، أسـفر البرنامـج عـن اختيـار 75 مشـروعا مـن بيـن 600 ترشـيح، متيحـا بذلـك مـن وضـع اللبنـات الأولـى لمنظومـات بيئيـة سـياحة متناسـقة.
مـن خـلال هـذا البرنامـج، أكـد Éco6 Madaëf رسـوخ طابعـه المحلـي فـي كل واحــدة مــن دوراتــه، مــع انتمــاء حوالــي 80 % مــن المتوجيــن للوجهــات الســياحية المعنيــة. واســتفاد هــؤلاء مــن العديــد مــن الخدمــات، انطلاقــا مــن برامــج المواكبــة مــن قبــل خبــراء، مــرورا بالولــوج إلــى الأســواق عبــر طلبيــات المؤسســات الفندقيــة لMadaëf ، وصــولا إلــى خدمــات تســريع التتبــع الإداري بغــرض تســهيل العلاقــات مــع مختلـف الإدارات. كمـا اسـتفاد جميـع الفائزيـن مـن المشـاركة فـي أنديـة اجتماعـات مـن أجـل تكثيـف فـرص اللقـاءات وتحفيز التكاملات في إطار البرنامج.
مـن جانـب آخـر، فـإن تواجـد مؤسسـة محوريـة فـي إطـار هـذه المقاربـة يكتسـي أهميـة خاصـة مـن أجـل توجيـه العمـل بشـكل أقـل نحـو الترويـج وبشـكل أكبـر نحـو الهندسـة السـياحية، ومـن خـلال ذلـك إعطـاء نفـس قـوي للديناميكيـة في انسجام مع اقتراح تجربة سفر وصورة العلامة الترابية.
فـي هـذا الاتجـاه، ذكـر العربـي الصفـاء بـدور منظومـات “الريـاض” فـي الإشـعاع الدولـي لمدينـة مراكـش، والتـي ألهمت الفنادق الكبرى فأصبحت بدورها تقترح على زبنائها روح “الرياض”.