مخرجة سيتكوم “الكوبيراتيف” تكشف صعوبة التصوير خلال الحجر ورأيها في مستقبل السينما المغربية

عقب نجاح السيتكوم الرمضاني “الكوبيراتيف”، الذي حقق نسب مشاهدة مهمة، خصت مخرجته صفاء بركة موقع “سيت أنفو” بتصريح كشفت من خلاله  الاكراهات التي عاشها فريق العمل خلال الأسبوع الأخير من التصوير، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا وبداية فترة الحجر الصحي بالمملكة.

وأوضحت المخرجة المغربية  اضطرار فريق العمل إلى مواصلة تصوير باقي مشاهد وحلقات السلسلة الفكاهية  رغم هذه الظروف الصعبة، وذلك أخذا بجميع التدابير الاحترازية للوقاية من هذا الوباء، وتوفير  شركة الانتاج الممثلة في المنتج خالد النقري،  لجميع الظروف اللازمة من أجل حماية الفريق الفني والتقني، من ضمنها تخفيض فريق العمل إلى النصف واحترام التباعد الجسدي للممثلين، الأمر الذي تطلب حسب صفاء، إعادة كتابة  بعض المشاهد وذلك وعيا من فريق العمل  بأهمية  الحفاظ على سلامة الممثلين وكذا العامل النفسي وتأثيره على نجاح العمل.

وعن المغزى من السلسلة والرسالة التي جاءت بها، أوضحت صفاء بركة بأن “الكوبيراتيف” هو سلسلة فكاهية تهدف إلى إبراز صورة المرأة  كنعنصر فعال وخلاق في جميع مجالات الحياة  من خلال إعطاء العبر و لتكون كذلك نموذدجا محفزا للنساء الأخريات من أجل ولوج  مجال ريادة الأعمال  وخلق أنشطة مدرة للدخل، يحققن عن طريقها استقلالا ماديا ويتحررن من القيود المادية والمعنوية التي يمكن أن يمارسها عليهن الأخر.

وأشارت المتحدثة  ذاتها، بأن السيتكوم قد حقق نسب مشاهدة كبيرة ومتزايدة يوما بعد يوم، كما تلقى الفريق تنويها من قبل بعض الجمعيات والتعاونيات النسوية، على اعتبار أن العمل قد  قدم إليهن خدمة غير مباشرة وعرف بأهمية التعاونيات والمشاريع التضامنية.

وفي ردها حول عتاب أغلب المغاربة على الإشراك الدائم لنفس الوجوه الفنية، عبرت صفاء بركة عن عدم اتفاقها مع الأمر، مبرزة أن “الكاستينغ” يفرض اختيار الشخص المناسب للدور المناسب، موضحة أنه يتم التعاون من جديد مع نسبة بسيطة من الفنانين لا تتعدى 30 في المائة ، ويتعلق الأمر بعمالقة الكوميديا بالمغرب وذلك خدمة للقصة والسيناريو، مع الحرص على إشراك وجوه شابة من أجل منحها فرصة المشاركة في هذه الأعمال الكوميدية الرمضانية، التي تعرف نسب مشاهدة عالية،  إيمانا من المخرج بدور هذه الأعمال في إبراز مواهب وقدرات الممثلين الشباب وكذا من أجل تقديمهم إلى الجمهور المغربي.

وتحدثت مخرجة سلسلة “الكوبيراتيف” عن صعوبة مهنة  الإخراج وما تتطلبه من مجهودات ذهنية وجسدية، إذ يتطلب  منهم العمل على مسلسل تلفزي واحد، أسابيعا من التحضير القبلي وأشهرا من التصوير، إضافة إلى التتبع والإشراف على توضيب وميكساج العمل عقب الانتهاء من التصوير، وهو الأمر الذي اعتبرته صفاء مرهقا للمخرج سواء كان رجلا أو أمرأة .

هذا وأقرت  بركة بأنها لم تواجه طوال مسيرتها الاخراجية قط أي تميز كونها امرأة ولجت مجالا كان حكرا في السابق على الرجل ،قبل خوض مجموعة من النساء للتحدي وتقتحمن المجال، واعترفت بأن معيار التمييز بين المخرجين المغاربة هو الكفاءة  وحدها وليس الجنس.

وعن مستقبل السينما المغربية، صرحت صفاء بركة لموقع “سيت أنفو”، أنه خلال  السنوات الأخيرة شهدت السينما المغربية طفرة في الإنتاج، حيث أنتج المغرب أكثر من 25 فيلم في السنة، واعتبرت أن تدفق الكثير من الشباب إلى القاعات السينمائية، مؤخرا، بغية مشاهدة الانتاجات الوطنية بالخصوص، أمر يثلج الصدر، غير أنها لم تنكر أن القطاع ككل لازال يحتاج إلى الكثير من الاهتمام من طرف صناع القرار  من أجل النهوض به، مثل تشجيع الاستثمار وبناء قاعات سينمائية ومركبات سينمائية جديدة ، إضافة إلى تشجيع إنتاج أفلام  سينمائية مستقلة.

وبخصوص أعمالها المستقبلية، كشفت المخرجة ذاتها بأنها انتهت من كتابة شريط  وثائقي  يتطرق إلى زواج القاصرات في البوادي ،مستوحى من قصة واقعية ، بدأت مرحلة إعداده  والكاستينغ  الخاص به، على أن تشرع في تصويره شهر ماي من العام المقبل، وأضافت  صفاء أنها حاليا بصدد  الإشراف على المونتاج والميكساج الخاص بفيلم قصير انتهت لتوها من تصويره بعنوان”سعيد”، إضافة إلى تحضيرها لسيتكوم رمضاني سيتم عرضه  العام المقبل خلال الشهر الكريم على القناة الثانية، هذا ولم تخفي المخرجة الشابة ميولها إلى الأعمال الوثائقية السينمائية وحلمها بإنتاج فيلم وثائقي سينمائي يسلط الضوء سواء على المرأة  المستضعفة، التي  تعيش هشاشة اجتماعية، أو الأطفال في وضعية اجتماعية صعبة ،مبرزة أنه بصفتها امراة تستطيع التعبير بشكل أفضل عن الموضوع وايصاله للمتلقي.

ويشار أن المخرجة صفاء بركة  حاصلة على ديبلوم في مهن السمعي البصري، وقد ولجت المجال الفني  قبل حوالي 20 سنة،  إذ اشتغلت مديرة فنية بإحدى كبريات  شركات الإنتاج بالمغرب، وأشرفت بذلك على انجاز عدد من الأعمال الضخمة  التي عرضت على القنوات الوطنية، لتقرر بعد اكتساب خبرة مهمة في الميدان وبعد خوضها لمجموعة من الدورات في مجال الاخراج، إخراج أو ل شريط تلفزي طويل بعنوان “عودة الماضي”، من بطولة ربيع القاطي والهام وعزيز، التي حصلت على أحسن دور نسائي، عقب  انتقاء العمل للمشاركة في مهرجان الشرائط التلفزية لمدينة مكناس، ليعقب هذه التجربة اخراج شريط تلفزي طويل ثان بعنوان “ذاكرة الحب” من بطولة ربيع القاطي ودنيا بوطازوت، وهو العمل الذي حظي باشادة كبيرة من قبل الجمهور المغربي، لتخوض بعدها تجربة إخراج السيتكوم والبداية كانت ب”حي البهجة 1″ الذي عرض خلال  رمضان 2018، ثم “البهجة 2” عام 2019 وأخيرا سيتكوم “الكوبيراتيف”، الذي عرض على القناة الثانية، شهر رمضان المنصرم.


نشرة إنذارية: رياح قوية مرتقبة ليومين متتاليين بعدد من المدن المغربية

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى