كريمة الصقلي تستحضر تجربة موسيقية وإنسانية جمعتها بزياد الرحباني -صورة

استعادت الفنانة المغربية القديرة، كريمة الصقلي الذكريات، التي جمعتها بالموسيقار اللبناني الكبير، زياد الرحباني، الذي غيبه الموت، يوم السبت المنصرم، عن عمر ناهز ال 69 عاما، في مستشفى الخوري بالعاصمة اللبنانية بيروت، عقب صراع طويل مع المرض، جراء إصابته بتليف حاد في الكبد.

وجاء في تدوينة طويلة للفنانة كريمة الصقلي “ساعات وأيام جمعتني مع الموسيقار العظيم زياد رحباني، رحمه الله، تعرفت خلالها على شخصية فريدة: قوية فنيًا، إنسانية، فلسفية، ومبدعة في كل لحظة، في عمق الفكر، تولد نكتة، وفي عمق النكتة، يخرج غضب ممزوج بالضحك”.

وأضافت الصقلي قائلة: “كان يصغي لصوتي باهتمام، وأنا أغني بحذر، وكأنني في امتحان دائم، كان يستغرب أحيانًا، ثم يعاملني بلطف خفي، جميل، أحببت الاستوديو بصمته ودقته، بذلك الهدوء المهيب الذي يسبق البروفا أو التسجيل، مع نخبة من الأساتذة البارعين. الجميع كان منصتًا، مشدودًا بابتسامته الدافئة، والاحترام الذي يفرضه حضوره من دون كلام”.

وتابعت الصقلي واصفة زياد الرحباني “كان يجلس على آلتيه: البيانو من الأمام، والأورغ إلى جانبه…حارسٌ منتبه لكل نوتة، لكل ارتجال، غنيت، فتركني أرتجل، أُعيد، أتردد، ثم يقول: “آه، عيدي!” تهرب الكلمات أحيانًا، وفي لحظة، بكيت، فأخذ بيدي، وابتسم، وقال:“أنتِ تتصرفين كأنكِ مُدرِّسة فرنسية… صارمة أحيانًا، وأحيانًا طفلة”.

وأردفت قائلة “بعد أيام، وفي صباح بجبل الشوف، حيث كنت أستعد لافتتاح مهرجانات بيت الدين، وصلتني رسالة تشجيع منه، ثم أرسل إليّ تسجيلًا صوتيًا كاملاً — سيدي للأعمال التي سجلتها، بإشرافه وحضوره، لم يطلب مني أي مقابل مالي، لكنني إلى اليوم، لم أستطع نشر هذا التسجيل احترامًا له، وانتظارًا لإذنٍ..، وختمت كريمة الصقلي تدوينتها بإمضاء، جاء فيه “تحية وفاء للفنان الكبير زياد رحباني رحمه الله”.

يشار إلى أن جثمان زياد الرحباني قد وري الثرى، يوم  الإثنين المنصرم، في مدافن عائلة الرحباني، القريبة من  كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة.

ويذكر أن زياد الرحباني كان فنانا وملحنا ومسرحيا وكاتبا لبنانيا، اشتهر بموسيقاه الحديثة وتمثيلياته السياسية الناقدة، وقد تميز أسلوبه  بالسخرية والعمق في معالجة الموضوع، كما أنه يعتبر صاحب مدرسة في الموسيقى العربية والمسرح العربي المعاصر.

ازداد زياد  الرحباني عام  1956، ووالدته هي نهاد حداد، أسطورة الغناء العربي واللبناني “فيروز”، ووالده هو  عاصي الرحباني، أحد الأخوين الرحباني، الرواد في الموسيقى والمسرح اللبناني.

عام 1973 قدم زياد رحباني، الذي كان عمره أنذاك  لايتجاوز ال 17 ربيعا، أول لحن لوالدته فيروز حينما كان والده عاصي في المستشفى، وكان ذلك لأغنية “سألوني الناس” الشهيرة والتي لاقت نجاحا كبيرا.

عقبها، قدم زياد أعمالا غنائية لفيروز وهي: أنا عندي حنين، البوسطة، عندي ثقة فيك، بعتلك، ضاق خلقي، سلملي عليه، حبو بعضن، يا جبل الشيخ وغيرها.

وكان أول ظهور لزياد على المسرح كان في مسرحية “المحطة”، حيث لعب دور الشرطي فيما ظهر أيضا في مسرحية “ميس الريم” وأدى دور الشرطي أيضا.

قام الرحباني بكتابة أولى مسرحياته “سهرية” ثم كتب بعدها مسرحيات أخرى، ابرزها  “فيلم أمريكي طويل”، “شي فاشل”، وغيرها.


الوداد مهدد بخسارة تصل إلى مليارَي سنتيم

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى