حفل فني متميز في ختام مهرجان “أرواح غيوانية” بالبيضاء
أسدل الستار، مساء أمس السبت، بكاتدرائية القلب المقدس بالدار البيضاء، على فعاليات الدورة الأولى لمهرجان “أرواح غيوانية”، الذي أمتع ببرنامج غني بسهرات موسيقية شعبية متنوعة عادت بالجمهور إلى زمن الفن الجميل.
وهكذا، كان عشاق هذا اللون الغنائي على موعد مع سهرة فنية غيوانية بقيادة المايسترو رشيد الركراكي، إلى جانب 40 موسيقيا، قدموا خلالها طبقا فنيا متنوعا، عبارة عن مزيج من موسيقى التراث الغيواني بتوزيع جديد.
وحظيت هذه السهرة الفنية بتفاعل كبير من قبل الجمهور الذي تماهى بالرقص والغناء مع أشهر أغاني مجموعات “ناس الغيوان” و”المشاهب” و”جيل جيلالة،حيث سافرت الفرقة الموسيقية، التي نجحت في الجمع بين الأصالة والتجديد، بالجمهور الحاضر إلى زمن الفن الغيواني الأصيل.
وشكل الاحتفاء بالفنان، عمر السيد، قيدوم مجموعة “ناس الغيوان”، وأحد مؤسسيها، والذي يعد رمزا من رموز الموسيقى المغربية التي تتميز بالتنوع والعمق الفني، لحظة فارقة في هذا الحفل الذي حضرته العديد من الوجوه الفنية والثقافية.
وفي هذا الصدد، أكدت المديرة الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، حفيظة خيي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المهرجان، الذي يحتفي بالظاهرة الغيوانية التي ميزت فترة سبعينات القرن الماضي، يهدف إلى إبراز أهمية الموسيقى الغيوانية كمكون أساسي من مكونات الهوية الثقافية المغربية.
وأضافت أن تنظيم المهرجان عبر ثلاث محطات توزعت بين الجديدة وعين حرودة، ثم الدار البيضاء، يروم تنويع وتطوير العرض الثقافي بالجهة، خاصة في شقه المتعلق بالتظاهرات والتنشيط الثقافي، ضمن مخطط التنمية الجهوية (2022-2027، وفقا لاتفاقية الشراكة ما بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء – سطات.
وأكدت، في هذا الصدد، أن مهرجان “أرواح غيوانية” يندرج ضمن سلسلة من التظاهرات الثقافية والمهرجانات التي تم تنظيمها، ويتعلق الأمر على الخصوص بمهرجاني الزجل، وفن العيطة.
من جهته، أثنى الفنان عمر السيد على تنظيم هذا المهرجان، مؤكدا أنه “كان ناجحا بكل المقاييس”، كما عبر عن اعتزازه لاستمرار الظاهرة الغيوانية.
وأضاف، في تصريح مماثل، أنه بعد ستة عقود من ظهور مجموعة “ناس الغيوان” مازال هناك شباب يحيون أعمالها الفنية، وهو ما يثير الفخر، لافتا إلى أن اختيار موسيقيين شباب لإعادة بعث أغاني المجموعات بتوزيع موسيقي جديد، “مبادرة تستحق التنويه”.
وشكلت هذه الأمسية مسك ختام السهرات الفنية ضمن هذا المهرجان، المنظم من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، بشراكة مع مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، في كل من الجديدة وعين حرودة والدار البيضاء.
وكان المهرجان قد افتتح فعالياته بسهرة فنية نظمت يوم 17 نونبر المنصرم بمسرح عفيفي بالجديدة، بحضور مجموعتي “مسناوة” و”الدرهم” والمعلم الكناوي باقبو والفنان نبيل الخالدي، فيما أحيت مجموعتا “المشاهب” و”ناس الغيوان”، السهرة الثانية بالمسرح ذاته يوم 18 من نفس الشهر.
وبالمركب الثقافي لعين حرودة، أحيت مجموعتا “السهام” و”تكدة”، يوم 22 نونبر المنصرم، كما استمتع الجمهور بلقاء فني أحيته مجموعتا “المشاهب” و”ناس الغيوان” يوم 23 نونبر بعين حرودة، وأول أمس الجمعة بكاتدرائية القلب المقدس بالدار البيضاء.
كما تميز المهرجان بتنظيم مجموعة من الأنشطة الموازية، من بينها حفل توقيع كتاب “الغيوان.. أصوات تشبه المغرب” لمؤلفه الأستاذ حسن حبيبي، الذي احتضنه مقر مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، ومعرض صور تفاعلي عبر الشاشة استعرض الزمن الغيواني لمجموعات “ناس الغيوان” و”جيل جيلالة” و”المشاهب”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية