اختتام فعاليات مهرجان التراث والفلكلور بمديونة بلقاءات علمية ووصلات فنية لفرق إسبانية وبرتغالية

اختتمت امس، فعاليات النسخة الثانية لمهرجان التراث والفلكلور المنظم تحت إشراف عمالة إقليم مديونة، و جمعية أصدقاء الرياضة والثقافة مديونة، وبشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال والرياضة، قطاع الرياضة، والذي نظم بساحة القصبة الاسماعيلية ، فضلا على المركب الثقافي لمديونة خلال الفترة ما بين 14 و 20 يوليوز الجاري.

حيث استضافت هذه التظاهرة كل من دولتي اسبانيا والبرتغال كضيفي شرف الدورة، من خلال مشاركتهما في معرض المنتجات المجالية المنظم بنفس الساحة وذلك بعرض المنتجات المحلية لذات الدولتين الضيفتين، حيث عرف هذا الرواق توافد المئات من الزوار الراغبين في التعرف على الثقافة الأوروبية من خلال منتوجاتهم التقليدية.

كما شهد برنامج هذه السنة عدة عروض فنية وموسيقية من ذات الدولتين ، استمتع بها وتجاوب معها الحاضرون، الى جانب عقد ندوات فكرية وعلمية.

– ندوة ” كأس العالم، الرهانات الاقتصادية ومؤشرات التنمية “، وهو لقاء علمي وتواصلي سلّط الضوء على رهانات كأس العالم 2030، نظم يوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، اشرف على تسييره الصحفي المقتدر يوسف الساكت، و يهدف إلى إثارة النقاش حول الأبعاد المتعددة لتنظيم المغرب المشترك لكأس العالم 2030 رفقة كل من إسبانيا والبرتغال، تحت شعار:
“Yalla Vamos 2030”.

حيث ناقش المتدخلون كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والرياضية، والاعلامية.

وفي هذا السياق، قدم محمد الشقير “مؤلف وباحث” مقاربة تحليلية حول الخلفيات التاريخية والتنموية لهذا الحدث العالمي، حيث قالفي هذا الصدد، قال ، إن “تنظيم تظاهرات كأس العالم أصبح مجالا للتنافس بين الدول، لما لذلك من انعكاس على صورتها الخارجية، وكذا مكانتها السياسية في المنتظم الدولي”، مضيفا ” ان إدراك المغرب المبكر للأهمية السياسية لتنظيم هذه الكأس العالمية، واعتباره أن ذلك يدخل ضمن القوة الناعمة للدول، هو ما دفع جلالة الملك الراحل الحسن الثاني إلى الترشح لتنظيم كأس العالم منذ أكثر من عقدين”.

وتابع المتحدث: “وعلى الرغم من عدم النجاح في هذه الترشيحات، فإن ذلك لم يثن المغرب عن مواصلة الترشح، إلى أن نجح في إحراز شرف تنظيم كأس العالم لسنة 2030، بمشاركة كل من إسبانيا والبرتغال” ، مشرا الى ان هذه المشاركة ستعزز التعريف بالمغرب كبلد عريق وقوة إقليمية في شمال إفريقيا ومنطقة المتوسط، مذكرة بتاريخه الحضاري ضمن هذه المنطقة. كما ستكشف عن قدراته اللوجستية في الاستضافة، مما سيكرس دوره الإقليمي وإشعاعه السياسي كقوة مستقرة في منطقة إفريقية تعاني من مظاهر عدم الاستقرار السياسي والأمني,

ومن جانب آخر، يرى شقير أن المشاركة في هذا التنظيم ستكسب المغرب ورقة سياسية للدفع بضرورة الطي النهائي لنزاع الصحراء”، موضحا أن تنظيم هذا الحدث يتطلب نزع فتيل أي مشاكل قد تؤثر على أمن تظاهرة ستجلب ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم.

من جانبه تناول عبد الفتاح مؤمن رئيس تحرير ميداني بقناة 2M، البعد الإعلامي ودور الصحافة في مواكبة مثل هذه التظاهرات الكبرى، من خلال الصحافة الرياضية سواء المرئية او المكتوبة او الإلكترونية، مؤكدا ان الحديث عن الرهانات الرياضية ليس شعارات فضفاضة ذ، وإنما هي مقاربة تروم بناء ملاعب رياضية، او بنيات تحتية، وبنيات طرقية، وعلاوة على تحسين المناخ الاستثماري، لخلق فرص العمل، مع التفكير في خلق عدالة اجتماعية للمدن التي لا تحتضن فعاليات كأس العالم، باستفادتها من عائدات هذه التظاهرة العالمية، ناهيك عن الصناع التقليدين الذين كما شاهدتهم يتسائلون عن موقعهم وعن كيفية الترويج لمنتجاتهم المحلية، مثمنا مثل هذه النداوت التي تشكل ارضية مفيدة وفرصة لبعث توصيات لبعض المسؤولين، من جعل هذه التظاهرة العالمية مشروع مجتمعي وليس،فقط مشروع حكومي، الكل يساهم والكل يستفيد.

عصام اسمر مدير مهرجان التراث والفلكلور أوضح في ذات السياق، ان المغرب اليوم في قلب الحدث العالمي، مبرزا ان هذا المهرجان يأتي في سياق الاستعدادات المكثفة التي يشهدها المغرب من أجل استضافة ناجحة وفعّالة لنهائيات كأس العالم 2030، بما يعكس مكانته الإقليمية والدولية وقدرته على تنظيم تظاهرات كبرى وفق المعايير العالمية.
كما يروم يستطرد مدير المهرجان توعية الرأي العام بأهمية الحدث الكروي وما يحمله من فرص اقتصادية واستثمارية، وخلق جسور التواصل بين المختصين في الإعلام والرياضة والاقتصاد.

– ندوة حول التراث الأثري بالمغرب، وهو لقاء عقد يومه الاربعاء 15 يوليوز الجاري ، خصص لتسليط الضوء على دور الثقافة والفن في دعم الرؤية المستقبلية للمغرب. على اعتبار أن هذاالمهرجان ليس،فقط للتبضع او الاستمتاع بالموسيقى، بل محطة لنقاش، وفضاء فكري يربط بين الثقافة والرياضة والتنمية، كما يعكس رؤية مستقبلية تجعل من كأس العالم منصة للنهوض بعدة قطاعات موازية.

الدكتور مجيدي عبد الخالق استاذ باحث في علوم ما قبل التاريخ بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، نفض في عرضه الغبار عن الفن الصخري الذي يزخر به التراب الوطني، مكسرا العقيدة التي رسخها باحثون فرنسيون في عهد الاستعمار من كون الفن الصخري لصيق بالمجال الترابي الممتد بين توبقال وطنجة، والحال ان تراب المملكة ككل عرف مجتمعات محلية تركت بصماتها عبر النقوش الصخرية بدليل ان المغرب اليوم يتوفر على 800 موقع للنقوش الصخرية بعد ان كانت إبان الاستعمار لا تتجاوز 250 موقعا بحسب قوله، وذلك راجع الى مساهمة كليات الآداب بعدة مدن مغربية في تكوين باحثين من عيار كبير وإحداث المعهد الوطني لعلوم الآثار.

من جهته قال موسى مسرور باحث في كلية العلوم قسم الجيولوجيا بجامعة ابن زهير خلال عرضه حول دور المتاحف في التنشيط الثقافي المحلي: حالة متحف الجيولوجيا بآنزا، إن هذه المعلمة العلمية تحافظ على التراث الطبيعي وعلى المواقع الجيولوجية للمدينة وضواحيها، كما تعمل على تبسيط المعرفة العلمية بهذا المجال لجميع المغاربة، مبرزا ان اكتشاف موقع اثار اقدام الديناصورات في منطقة انزا سنة 2017، ساهم في انشاء متحف للتاريخ الطبيعي لاكادير، كمعلمة علمية اضحى اليوم عالميا، كما سيشكل فضاء بيداغوجيا للتعرف على جيولوجيا الأطلس الكبير الغربي ، بفضل شراكة تجمع شبابي من المغرب وتونس وفرنسا في اطار منظمة شباب الضفتين للتبادل الثقافي تحت إشراف الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي التي قامت بتنفيذ الجوانب الإدارية.

يشار أن هذا المتحف يتضمن آثار متنوعة للديناصورات ومستحاثات عمرها اكثر من 500 مليون سنة ، واخرى عمرها 120 مليون سنة كما تم تزويد المتحف بمجموعة من المستحاثات التي لا توجد بالمغرب.

موسيقى الفادو.. روح البرتغال القديمة
في اطار فعاليات المهرجان، احتضن المركب الثقافي لمديونة حفلا موسيقيا لموسيقى الفادو، وهي موسيقى تكشف عن العاطفة الهادرة والإيمان بالقدر في عمق العقل الجمعي البرتغالي.

بالعودة إلى التاريخ القديم، نجد أن موسيقى الفادو رمز موسيقي للثقافة والتقاليد البرتغالية، ويكشف هذا النوع الكئيب من الموسيقى عن العاطفة الهادرة والإيمان بالقدر في عمق العقل الجمعي البرتغالي.

و معنى الفادو في اللغة اللاتينية “القدر”، وهي موسيقى برتغالية قديمة بدأت في لشبونة، ثم انتشرت في أماكن مختلفة من البرتغال بأشكال متعددة، وظهرت الفادو في أوائل القرن 19 خلال لقاءات ثقافية متنوعة، لذلك هناك العديد من الإسقاطات المختلفة حول ظهورها.

– دعم الطاقات الغنائية الشابة
الهدف الأسمى من هذه التجربة الفنية ليس تحقيق الشهرة الشخصية كمغن، بل هو دعم الطاقات والمواهب المغربية الشابة ومنحها فرصة للظهور. كما صرح مدير الدورة“هدفي هو دعم شباب آخرين ومنحهم دفعة ليفجروا طاقاتهم.
واضاف عصام اسمر مدير مهرجان التراث والفلكلور” لدينا مواهب كثيرة في المغرب تحتاج فقط لمن يدفع بها إلى الأمام لتصنع بدورها حفلاتها الخاصة وتساهم في دفع تراثنا”، مضيفا أن “التجربة تطورت وأصبح فيها تنوع أكبر. هدفنا أن يعيش من يحضر حفلاتنا شيئاً استثنائياً، لذا نفكر دائماً في الجديد وفي الإبداع، والإبداع لا حدود له”.

الى ذلك، تم تخصيص فضاء خاص بالصناعة التقليدية والتعاونيات بشراكة مع اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ضم عارضين من المغرب والدول المستضيفة.
كما عرف برنامج الدورة الثانية، عروضا للأزياء المغربية والاسبانية، علاوة على معرض تشكيلي لعدد من الفنانين.

وقد شكل هذا المهرجان، قبلة لساكنة مديونة والأحياء المجاورة لها، على غرار السنة الماضية، حيث عرف هذا الاخير اقبالا كبيرا.


زيادات جديدة في أسعار المحروقات بالمغرب

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى