إسدال الستار على مهرجان الملحون والأغنية الوطنية بمراكش

أسدل الستار مساء السبت بمراكش، على فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية بأمسية فنية استحضرت روح الأصالة المغربية.

وشهد الحفل الختامي للمهرجان، المنظم من طرف جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، بعرض المشروع الفني “التمغربيت بالفن” من توقيع الفنانة سامية أحمد تأليفا وإشرافا، والذي مزج بين جمالية المبنى وعمق المعنى، في لوحة إبداعية متعددة الروافد والرؤى الفنية الأصيلة.

كما عرف اليوم الأخير لهذه التظاهرة تنظيم ندوة علمية وحفل توقيع لآخر مؤلفات الباحث عبد الرحمن الملحوني بعنوان “سيدي قدور العلمي، شاعر مكناسة الزيتون: الجانب الاجتماعي والصوفي”، أعقبها عرض مسرحي ملحوني مستلهم من قصيدته الشهيرة “الدار”، في تلاق فني وأكاديمي يجسد حيوية فن الملحون وقدرته على الجمع بين البحث الجامعي والتجديد المسرحي.

وأجمع المتدخلون، خلال هذه الندوة، على قيمة العمل البحثي الذي يقدمه الكتاب المحتفى به، وما يتضمنه من إضاءات حول البعد الرمزي والوجداني في شعر سيدي قدور العلمي، خصوصا في قصائد العشق الإلهي والمديح النبوي.

وشهدت هذه الدورة التي أحيت سهراتها فرقة النخبة الوطنية لفن الملحون بقيادة الحاج امحمد الملحوني والفنان محمد وارثي بمشاركة نخبة من رواد هذا الفن الأصيل، تكريم كل من المنشد مولاي الفاضل بلمعاشي تقديرا لمساره الفني الغني في خدمة فن الملحون والأغنية الوطنية، والإعلامي والجمعوي عبد الهادي هبة، عرفانا بعطائه الثقافي والإبداعي.

وترسيخا للأبعاد التربوية والاجتماعية للمهرجان، تم تنظيم أمسيتين اجتماعيتين بكل من نادي المسنين بسيدي يوسف بن علي والمركب التربوي والاجتماعي تفتح الشباب الزهور – عين إطي، في مبادرة إنسانية تهدف إلى تثمين الترابط الوثيق بين الفن والمجتمع.

كما تميزت فعاليات هذه التظاهرة الفنية التي أ قيمت على مدى أربعة أيام تحت شعار “الملحون بين ملحمة المسيرة الخضراء وإشعاع العالمية”، بالإعلان عن الفائزين في مسابقة إنشاد قصائد فن الملحون في مبادرة تهدف إلى ربط الأجيال الحالية بموروثهم الحضاري وترسيخ أسس الممارسة الفنية الملحونية في صفوف الشباب وتشجيعهم على الإبداع فيها.

ويسعى المهرجان المنظم بدعم من مجلس جهة مراكش آسفي والمجلس الجماعي لمراكش، إلى المساهمة في الحفاظ على التراث الملحوني ونقله إلى الأجيال الصاعدة، والنهوض بالأغنية الوطنية كرافد من روافد التعبير الفني المغربي، إلى جانب تكريم رموز هذا الفن وإبراز دوره في ترسيخ القيم الوطنية.