اليوسفي: قوة الأمم في تصالحها مع ماضيها وفي حسن قراءتها له
قال عبد الرحمان اليوسفي، الزعيم الاتحادي، والوزير الأول الأسبق في حكومة التناوب، إن شذراته التي رواها لرفيقه في النضال، مبارك بودرقة، فرصة لتجديد العهد، والتذكير بالقيم الوطنية التي شكلت الأسس الصلبة لكل الدروس النضالية التي أبدعتها أجيال من المغاربة في الدولة والمجتمع منذ تأسيس الحركة الوطنية في ثلاثينيات القرن الماضي.
واعتبر اليوسفي، مساء اليوم الخميس، في حفل التوقيع على مذكراته المعنونة ب “أحاديث في ما جري”،بمسرح محمد الخامس، وبحضور شخصيات سياسية وثقافية وجمعوية وطنية وعربية وكذا دولية، أن هذه القيم “ما تزال تشكل السماد الخصب لإتمام بناء مشروع اليوم والغد، مغرب الحريات والديمقراطية ودولة المؤسسات، وأيضا تعد أسسا لحماية وحدتنا الترابية تحت قيادة الملك محمد السادس”.
وبخصوص ” أحاديث في ما جرى” قال شيخ الإتحاديين “سيرتي هي فقط بعض من خلاصات تجربة سياسية، شاءت الأقدار أن أكون فيها طرفا من مواقع مختلفة، سواء في زمن مقاومة الاستعمار أو في مرحلة بناء الاستقلال، سواء من موقع المعارضة أو المشاركة في الحكومة”، مشيرا إلى أن المغرب عرف “ثورة حضارية صنعتها أجيال مغربية متلاحقة، وستكون معها هذه المذكرات مجالا لأهل الاختصاص من علماء التاريخ والسياسة والقانون وعلم الاجتماع، كما يمكنها أن تشكل مادة لتأويلات وتفسيرات إعلامية متعددة”، داعيا إلى التصالح مع الماضي، لأن ” قوة الأمم ظلت دائما في تصالحها مع ماضيها وحاضرها، وفي حسن قراءتها لذلك الماضي والحاضر حتى يسهل عليها بناء مستقبل بأكبر قدر ممكن من النجاح والتقدم، هذا المستقبل الذي ستحسن الأجيال الجديدة صناعته مادامت مستوعبة لكل الدروس الوطنية، المنتصرة للحوار بدل العنف، والتوافق عوض الاستبداد بالرأي”، يشدد اليوسفي.
يشار إلى أن حفل التوقيع على مذكرات الإتحادي عبد الرحمان اليوسفي عرف حضور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، وبعض وزراء حكومته، ومستشاري الملك، أندري أزولاي وعبد اللطيف المانوي، ورؤساء المؤسسات الدستورية، وبعض زعماء الأحزاب السياسية، وشخصيات أجنبية كبيرة، كرئيس الوزراء الاسباني الأسبق، فليبي كونزاليس، ووزير الخارجية الجزائري الأسبق الاخضر الابراهيمي، و الحقوقي المصري محمد فائق.
وتتوزع فصول ” أحاديث في ما جرى”، والتي تشتمل على ثلاثة أجزاء، بين طفولة اليوسفي بمدينة طنجة، ومراهقته وانخراطه في المقاومة المغربية في أربعينيات القرن الماضي، كما حكى اليوسفي عن احذاث سياسية جد هامة في تاريخ المغرب المعاصر، من ضمنهاقضية اغتيال المهدي بنبركة، وما يعرفه عن اغتيال عمر بنجلون، وعلاقته بالجزائر، وكذا كواليس حكومة التناوب بالتناوب، اضافة إلى ملفات أخرى، يعتبر الكثيرون أنها ستكون مادة دسمة للمحللين والمعلقين وكذا للمشككين.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية