عبد النباوي: المحامي لا يبيع خدماته ومهنته ليست لكسب الرزق بل لإقامة العدل
قال محمد عبد النباوي الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية إن المحاماة ليست مهنة لكسب الرزق، ولكنها مهمة لإقامة العدل، والدفاع عن الحق، والمساعدة في البحث عن الحقيقة من أجل إنصاف المظلوم وردع الظالم وإرجاع الحقوق لأصحابها، ولذلك فإنها تحتاج إلى عقيدة راسخة، وإيمان ثابت بقيم العدل والإنصاف، والحرية والمساواة، والدفاع عن الحق وسيادة القانون، والإيمان بمبادئ النزاهة والاستقامة.
وأضاف الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، في كلمة له بمناسبة الافتتاح الرسمي لندوة التمرين الوطنية أمس السبت بالناظور، ”أن المحامي لا يبيع خدماته، وليس مأجورا بل هو خادم للحق وأجير عند ضميره”، وأوضح في نصائح قدمها للمحامين أن المحاماة مهنة الشرف والنبل والقيم الفاضلة. ولذلك فإنها استحقت أن تتبوأ مكانة سامية بين كل المهن الفكرية. وإن علو مكانة المحاماة ليس رهينا بكفاءة نسائها ورجالها، القانونية وحدها، ولكنه يرتبط بالأساس بالأخلاقيات المهنية التي تؤطرها.
وتابع عبد النباوي أن ”انهيار المبادئ والقيم أخطر ما يضر بمهنة المحاماة ويسلبها نبلها وقداستها وشرفها. ولأن شرف المهنة يصنعه الرجال والنساء المنتمون لها، بسلوكهم وأخلاقهم وتشبتهم بأخلاقيات المهنة وأدبياتها، ودفاعهم عن قيمها ومبادئها، ووفائهم لقواعد اشتغالها ومعايير أدائها. فإن نبل المحاماة أمانة في أعناق المحامين والمحاميات”، معتبرا أنه يجب الدفاع عن شرف المهنة وكرامتها، وهو الدفاع الذي قد ”يتطلب مقاومة المغريات ومجابهة الملذات، والوقوف سدا منيعا أمام المساومات الماسة بقيم المهنة وأخلاقها، مهما ارتفعت قيمة العروض وعلت أسعار المغريات، التي قد تعترض طريق المحامين أو تعرض عليهم.
واعتبر عبد النباوي، أن الدفاع عن المهنة معركة شرسة لن يكسبها سوى الضمير الحي والإخلاص التام لقيم المهنة. لأن الحرص على نقاء السيرة وصفاء السريرة، والإحساس بثقل مسؤولية الانتساب إلى أسرة العدالة، هو أعز ما يطلب من محام في البداية والنهاية.
واعتبر عبد النباوي أن أول واجبات المحامي هي ”احترام القضاء والثقة في أحكامه واستعمال الأساليب والمساطر المشروعة للطعن فيها والتظلم من القرارات القضائية”. فالمحامي مطبوع بكل الشيم الفاضلة المتعارف عليها بين الناس، والتي ترفع من شأن الإنسان في المجتمع، وتجعله محط تقدير وثقة واعتبار. ولكنه يزيد عنها بضرورة تمسكه بقيم أخرى خاصة بالمحامي. وهي قيم تتناقض في الظاهر مع المهام التي يقوم بها المحامي. وبذلك تكتسي مهنة الدفاع تفردها بين المهن. و”يكفي أن نقول إن المحامي يتقاضى أتعابا من موكله، ولكنه ليس أجيرا عنده، ويؤازره أو ينوب عنه ولكنه مستقل عنه. وأنه يقدم خدمات لأشخاص يتلقى عنها مقابل ولكنه ليس أجرا” يختم عبد النباوي نصائحه للمحامين المتمرنين.
تساقطات ثلجية ورياح عاصفية تضرب هذه المدن المغربية
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية