رومان سايس.. نجم ابتعد عن الأضواء وسطع في الخفاء

الأضواء ظالمة لمن اختار الخفاء، تقصيه وتبعده عن الأنظار التي من شأنها أن تمكنه من التقدير الذي يستحقه، فئة فضلت العمل بدون هرج، تقدم الإضافة دون انتظار للثناء، قيمتها وازنة وحضورها يدرَك فقط عند غيابها، هو منهم، إرادته تكمُن في تقديم ما لديه دون اهتمام بالشهرة، أساسٌ يُرتَكز عليه، وغيابه خسارة مدوية، يواظب على ما يجيده غير آبه بما يتلهّف له الأغلبية.

لا جدال حول إضافته ومكانته، مع فريقه والمنتخب الوطني هو عنصر أساسي وفعال، رومان سايس، النجم الذي يُفدي جهده دون كلل، يقدم ما قد يُمجد البعض دعاية، يتألق في صمت ودون جلبة، يسطع نجمه بنور لا يبصره من اعتاد الأضواء التي تقيّد العامة، مميِّزا نفسه مؤكدا أنه من طينة تتضاءل.

في الـ26 من شهر مارس 1990، ولد رومان غانم سايس، في مدينة دروم بفرنسا، من أب مغربي وأم فرنسية، ورث حب وشغف والده بكرة القدم التي مارسها في شبابه مع أندية الهواة، نشأ سايس في جنوب فرنسا، مزاولا كرة القدم مع فريق بلدته، راسما أحلامه التي يراها أهدافا طامحا لبلوغها مع توالي السنوات عليه.

موسم 2010-2011، كانت الانطلاقة الفعلية لسايس بالميادين، انضم لفريق أولمبيك فالانس الممارس بالدرجة الخامسة من الدوري الفرنسي، خاض 13 مباراة وسجل 4 أهداف، مقدما مستويات جيدة ومبشرة، انتبه لها المنقبون عن المواهب الذين اقترحوه على فريق كليرمونت فوت الرديف في صيف 2011، ليتألق ويتم تصعيده للفريق الأول الذي شارك معه في أول مباراة بعقد احترافي سنة 2012.

تمكن المدافع المغربي مع كليرمونت من لعب 48 مباراة، مسجلا هدفا واحدا خلالهم، ليخطو بعدها خطوة للأمام، بانتقاله لفريق لوهافر الممارس حينها في الدرجة الثانية، سنة 2013، رغم تغيير الألوان واصل سايس في أدائه التصاعدي مقدما مستويات جيدة ومرضيا مدربه والمسؤولين، إذ خاض في موسمين 61 مباراة وسجل 3 أهداف.

بلغ صيت سايس قسم الأضواء في الدوري الفرنسي، وبدأت أندية بارزة تهتم بخدماته، ليتمكن أنجيه في صيف 2015 من ضم سايس، لاعبا معه 35 مباراة في موسم واحد، مسجلا هدفين.

قرر سايس في صيف 2016 مغادرة الدوري الفرنسي بانتقاله لنادي وولفرهابتون الإنجليزي الممارس في دوري الدرجة الأولى آنذاك، مقابل 4 ملايين يورو، اندمج سريعا مع المجموعة واستطاع في الموسم الثاني من تحقيق الصعود مع الفريق للدوري الإنجليزي الممتاز.

واستمر سايس في أدائه الثابت إلى غاية الموسم الحالي، لاعبا 173 مباراة ومسجلا 13 هدفا، مقدما عروضا قوية وكاسبا الأساسية في الفريق مع المدربين الذين تعاقبوا على الفريق، كما نال احترام الزملاء والمتابعين بهدوئه في الملعب وخارجه، وابتعاده عن إثارة الجدل، رغم بروز اسمه كأحد أبرز المدافعين في الدوري الإنجليزي وأوروبا.

وسينقضي عقد سايس مع وولفرهابتون في صيف سنة 2022، وحسب الأنباء المتداولة، فإن اللاعب لا يمانع الاستجابة لطلب إدارة وولفرهابتون وتجديد عقده، شرط تحسين راتبه الذي يراها دافعا مستحقا.

بداية سايس مع المنتخب الوطني، كانت في نونبر من سنة 2012، مع الناخب آنذاك، رشيد الطاوسي، الذي بلغه إشعاعه وقرر ضمه بمعية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بعدما أبدى اللاعب بدوره رغبته في حمل القميص الوطني.

كانت المباراة الأولى لسايس مع المنتخب المغربي في ودية أمام التوغو، ليستمر حضوره مع الأسود إلى حين التحاق الفرنسي هيرفي رونار، الذي تألق معه، مقدما عروضا قوية في جل المباريات والاستحقاقات، وخاصة في كأس العالم 2018 مشكلا ثنائية قوية مع القائد حينها، المهدي بنعطية.

بعد اعتزال زميله ورفيقه في الأسود وقدوم البوسني، وحيد خليلوزيتش، استلم سايس شارة القيادة في المنتخب المغربي، وبات العنصر الثابت في التشكيلة الأساسية، لإضافته الوازنة قتاليته التي تقمع أي شك محتمل حول مدى أحقيته بحمل قميص الأسود، متألقا ثابتا على مستوياته المبهرة.

قاد سايس دفاع المنتخب المغربي في 60 مباراة، مسجلا هدفا واحدا فقط، هدف لا يقلل من ثقله وأهميته في المنتخب المغربي، أدوار دفاعية كبيرة وقيادة تجعله من نجوم المنتخب المغربي.

رومان سايس، المدافع والقائد الرزين، اللاعب الذي يبدل ما لديه في كل مباراة كأنها الأخيرة والأهم في مساره، يكافح لإرضاء نفسه أولا قبل الغير، هو نجم من طينة نادرة، نجم عاهد كرة القدم على مزاولتها برغبته ووفق سجيته، سجية تهوى الظل والابتعاد عن الأضواء التي تشتت التركيز وتطفي شعلة الرغبة.


هزة أرضية تضرب سواحل الحسيمة وخبير في الزلازل يوضح

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى