مجلس المنافسة يحمل مسؤولية موجة الغلاء لتحرير الأسعار والسوق الدولية
وفاء لخليلي
حمل مجلس المنافسة مسؤولية موجة ارتفاع الأسعار التي تشهدها المحروقات والمواد الغدائية إلى تحرير الأسعار وما تشهده السوق الدولية، التي يستورد منها المغرب حاجياته من الغداء والطاقة في محاولة منه لتبرير ارتفاع الأسعار بشكل كبير خلال الأشهر الماضية.
وقال المجلس في مدكرة مرجعية له لاتخاد قرار بخصوص الارتفاع الكبير في أسعار المواد الخام والمواد الأولية في السوق العالمية، وتداعياته على السير التنافسي للأسواق الوطنية، إن بلادنا ليست في معزل عن تقلبات الأسعار في السوق الدولية، إذ على الصعيد الوطني، لا يشكل المغرب استثناء بالنسبة للوضع في الأسواق الدولية، لكون أسواقه تنشط في بيئة تتسم بالتحرير الكلي لأسعار جل المواد والسلع المعنية بهذه الزيادة، وذلك بحكم أن جزءا كبيرا من هذه المواد يتم استيرادها من الخارج، خاصة منتجات الطاقة والحبوب. حيث إن المغرب يستورد حوالي 90 في المائة من حاجياته الطاقية وما يناهز النصف من الحبوب، وبالتالي، فمن المتوقع أن تتأثر أسواقه جراء تغير الأسعار في السوق العالمية.
وأوضح المجلس في مدكرته أن أسعار الأصناف الرئيسية للمنتجات الأساسية المعروفة باسم “السلع”،شهدت منذ الربع الثاني من سنة 2020، الذي تزامن مع الشروع في تخفيف القيود الصحية، منحى تصاعديا تكرس طيلة السنة المنصرمة، وازدادت حدته خالل الربع الأول من السنة الحالية، حيث سجل ارتفاع أسعار بعض المنتجات مستويات قياسية.
وتابع المجلس أن أسباب الارتفاع في أسعار المنتجات الأساسية، تعزى إلى اختلال التوازن الكبير بين العرض والطلب في الأسواق المعنية، تحث تأثير الانتعاش السريع والمتزامن للطلب العالمي للبلدان المستوردة الرئيسية على الخصوص، من بينها الصين والولايات المتحدة الأمريكية والبلدان الأروبية وبمقابل ذلك، لم يكن العرض في مستوى يمكنه من مواكبة الطلب بسبب ندرة المواد الأولية وتسجيل اختلالات في سلاسل القيمة لمجموعة من الصناعات، والتي تفاقمت بسبب اضطرابات النقل البحري.
بالإضافة إلى هذه الاختلالات، هناك العامل المالي المرتبط بالمضاربة، تضيف مدكرة المجلس، حيث توجهت صناديق الاستثمار إلى التموضع بشكل متزايد ضمن بورصات المواد الخام، كما أن وفرة السيولة في الأسواق المالية وأسعار الفائدة القريبة من 0 في المائة، ساهم في تسجيل هذه النسب.
وثمة عامل آخر يفسر أسباب الارتفاع الحاد في أسعار المواد الأساسية، خاصة النفط والقمح هو عامل ذو طابع جيو-سياسي متعلق بتداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية المندلعة من بداية السنة الجارية.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية