العثماني: هناك من يتصيد بعض هفواتنا

يبدو أن عدم تسجيل موظفي وزراء حزب العدالة والتنمية، المصطفى الرميد ومحمد أمكراز، في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ما يزال يشكل موضوعا لدى الحزب، أو على الأقل لدى أمينه العام، على الرغم من البلاغ الذي أصدرته الأمانة العامة للحزب الأسبوع الماضي، وأكدت فيه أن القياديين في الحزب ارتكبا مخالفة قانونية بعدم التصريح بموظفيهم في الضمان الاجتماعي.

على الرغم من ذلك، عاد سعد الدين العثماني وبطريقته، لنفس الموضوع في كلمته في الجلسة الافتتاحية لملتقى الصحراء الذي نظمته شبيبة الحزب نهاية الأسبوع الماضي، وقال في البداية أن الحزب يتعرض دائما لحملات مغرضة، مثلما يجري حسبه هذه الأيام، مؤكدا أن مسيرة  الحزب مليئة بالتشويش والتهجم.

وسمى سعد الدين العثماني الحملات التي يتعرض لها الحزب بحملات الهدم والتبخيس، مضيفا أن الحركات الإصلاحية عانت من جيوب المقاومة، وأن مسيرة العدالة والتنمية مليئة بأمثلة التشويش والتهجم والتشويه.

وبعد أن طالب العثماني شبيبته بضرورة تفويت الفرص على الخصوم، عن طريق النضال من داخل المؤسسات بتدرج وتشارك وتعاون، معتبرا أن هذا الأمر ليس سهلا، قال الأمين العام أن الحزب يتعرض في هذه الفترة لحملة مغرضة، تتم بوجوه مختلفة، وتقوم على استهداف بعض الهفوات بطريقة ظالمة، فهل كان يقصد العثماني بالهفوات الخطأ الذي ارتكبه الرميد وأمكراز بعدم تسجيل موظفيهم في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي؟ أم أنه كان يقصد هفوات أخرى لم يكشف عنها في نفس المناسبة؟

في جميع الأحوال، لم تكن العبارة عابرة وعادية، بقدر ما كانت مثيرة، خاصة وأن الأمين العام نفسه اعترف أن الحزب يقع في بعض الهفوات التي يجري استغلالها سياسيا من طرف الخصوم، وإذا كان العثماني يقصد بالعفوات الخطأ الذي ارتكبه الرميد وأمكراز، فإن الأمانة العامة حسمت موقفها من خلال البلاغ الذي أصدرته الأسبوع الماضي، وهو البلاغ الذي يتضمن أكثر من قراءة، ففي الوقت الذي يشيد بالدور الذي قام به الرميد على وجه الخصوص في رعاية موظفته ماديا ومعنويا، على الرغم من عدم تسجيلها في الضمان الاجتماعي، إلا أنه لم ينفي ارتكابه وأمكراز مخالفة قانونية.

وعلى ذكر محمد أمكراز وزير التشغيل في حكومة العثماني، فقد كان حاضرا بدوره في نفس المناسبة، ملتقى الصحراء الذي نظمته الشبيبة عن بعد، إلا أنه لم يكشف موقفه من نفس القضية.