أوريد لـ”سيت أنفو” : اليوسفي رجل الوفاء بامتياز
قال حسن أوريد، الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، ومؤرخ المملكة السابق، أن عبد الرحمان اليوسفي كان رجلا وطنيا، حاضرا من البداية في اللحظات الوطنية بداية من سنة 1944 حين كان تلميذا وشارك في مظاهرات ثانوية مولاي يوسف وكانت تلك لحظة حاسمة في تاريخ المغرب بصدور وثيقة المطالبة بالاستقلال.
وأضاف أوريد في اتصال هاتفي مع “سيت أنفو” أن اليوسفي مال للشق التقدمي عند انخراطه في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وساير كل المحطات، بما في ذلك تلك التي كان صدام مع الدولة، ثم اختار الخيار الديموقراطي سنة 1975 مع عبد الرحيم بوعبيد حين أنشئ الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وقطع مع ما كان يسمى حينها بالخيار الثوري.
أوريد، وصف اليوسفي بمهندس التناوب، وكانت له الفرصة في اللقاء به خلال تلك المرحلة داخل مجالس الوزراء، لتتكون لديه صورة عن اليوسفي، بكونه رجل دولة وحوار وثقافة واسعة، إضافة إلى تملكه حس الحكمة وقام بتغليب مفهوم الدولة في عدد من المحطات، مثل تسريب رسالة الفقيه البصري، وأزمة جزيرة ليلى، وهذا ما يبرز أنه كان رجل دولة.
وأضاف أوريد، أنه التقى باليوسفي فيما بعد، وبالضبط خلال الذكرى الخمسين لرحيل المهدي بن بركة، بعدما تلقى دعوة من فتح الله ولعلو، وحينها وقف على سجياه وكان رجلا للوفاء، مشيدا بأن اليوسفي كان حريصا للوفاء لأصدقائه في مقدمتهم المهدي بن بركة الذي يعتبره معلما في الوطنية، ومحمد باهي، وصديق جزائري اسمه مهري عبد الحميد، إضافة لشخصية تونسية وهي حافظ ابراهيم الذي كان مقيما باسبانيا، وقدم الشيء الكثير للحركة الوطنية المغربية والجزائرية.
ومن بين الذكريات التي ذكرها أوريد مع الراحل اليوسفي، أنه قبل صدور مذكراته “أحاديث فيما جرى” كان قد التقى به بحضور فتح الله ولعلو، وطلب منه كتابة مذكراته، لكنه تحفظ على ذلك، طالبا منه الاعتماد على تصريحات فقط، واصفا ذلك أوريد بأنه كان يفضل الصمت، ثم طلب منه نفس الطلب خلال زيارته له بالمستشفى وقال له “ليس من الضروري”.
ويعتقد أوريد أن اليوسفي فضل الصمت ولم يكن يريد الوقوف عند جزئيات مؤلمة، وأن ما نشر عباس بودرقة ليس إلا جزء معينا، وأن الجزء الكبير رحل مع اليوسفي.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية