قيادي اتحادي: علينا استخلاص الدروس والعبر
شدد محمد بن عبد القادر، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة مكلفا بإصلاح الإدارة وبالوظيفة العمومية، وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، على أن هذا الأخير مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة البناء، واستخلاص الدروس والعبر، واسترجاع الثقة المفقودة فيه، لأنه “ما زال مفيدا ونافعا لهذه البلاد، وفي جعبته الشيء الكثير ليقدمه من أجل تطوير الديمقراطية في المغرب”.
وقال بن عبد القادر، مساء أمس الثلاثاء، خلال حلوله ضيفا على برنامج “ضيف الأولى” إن الاتحاديين مدعوون إلى التفكير وبهدوء في مسالة إعادة البناء، حتى يتمكن الاتحاد الاشتراكي من استعادة الأدوار والمكانة اللائقة به كحزب وطني قوي “فلإتحاد ما زال مفيدا للبلاد”.
وعاب بن عبد القادر على الاتحاد والاتحاديين كونهم انشغلوا بانفسهم وبخلافاتهم الداخلية ونسوا المواطن، موضحا أن “كنا قاسيين مع أنفسنا بعد المؤتمر العاشر، اعتبرنا أننا لم ننصف من طرف الرأي العام لاعتبارات كثيرة، أهمها أننا انشغلنا بأنفسنا أكثر من اللازم، ونسينا المواطن”.
وأوضح القيادي الاتحادي أن مشكل الحزب الآن ليس هو ما يسمى “مجموعة العشرة، بل مشكل الاتحاد الاشتراكي هو عشرات الآلآف التي فقدت الثقة في الحزب وعلينا العمل وبجد على استرجاع ثقتهم فينا من جديد”.
وبخصوص المخاضات التي تعيشها بعض الأحزاب الوطنية، علق بن عبد القادر قائلا: “نحن في الاتحاد الاشتراكي نحترم كل الأحزاب الوطنية، ونتمنى أن تمر من استحقاقاتها التنظيمية بسلام، وتخرج منها أكثر قوة، لأن المغرب في هذه المرحلة يحتاج إلى احزاب قوية … نحن لسنا من الأحزاب اللي كتشفى في الآخر”.
وفي موضوع آخر ذي صلة، أوضح بن عبد القادر أن واقع اليسار المغربي في المشهد السياسي المغربي هو مرتبط بالحركية والتغيرات التي يعرفها اليسار العالمي، ولا يمكن أن يكون بمعزل عن هذه الحركية، معتبرا أن الاشتراكي المغربي ” ومن خلال تجربته، يعتبر من أقوى الأحزاب الاشتراكية في العالم العربي، وهو منخرط بقوة في التجربة العالمية للاحزاب الاشتراكية الديمقراطية”.
واعتبر بن عبد القادر أن اليسار العالمي ” عموما يعيش أزمة إعادة البناء، والاتحاد الاشتراكي المغربي، على غرار باقي الاحزاب الاشتراكية الآخرى في العالم، هو الآن بصدد التفكير بهدوء في اخفاقاته ونجاحاته، ويستعد أكثر من أي وقت مضى للعودة وبقوة غلى الساحة السياسية”، مردفا في ذات الصدد ” لدينا الآن تمرين، بعد أن انتهى النقاش الأولي في المكتب السياسي، فالحزب مدعو الى استخلاص كافة الدروس المترتبة عن التحولات التي وقعت في اليسار العالمي، ولكن النقاش هذه المرة مفتوح بهدوء”.
وشدد على أن النقاش حول اليسار يجب أن “يبقى نقاشا مفتوحا، ولكن ليس بالضرورة حول اليسار الفصائلي، فاليسار موجود في المجتمع، اما اليسار الفصائلي رغم كونه أثبت تجسيده لعدة قيم ايجابية كالتضحية والسمو والثبات على المبدأ، لكن تنقصه الكثير من القيم كالتواضع والعقلانية والمعقولية، وعندما يتشبع بهذه القيم المفقودة يمكن أن يكون آنذاك حوار وتجميع لليسار المغربي”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية