عبد الرزاق حمد الله.. هدّاف قهر الخصوم وعبث بالأرقام

العباقرة، هم القلة المتميزين عن غيرهم، من يفرضون عليك الاهتمام بهم، الاعتراف بإمكانياتهم والإشادة بمؤهلاتهم، يتألقون في كل يوم استهدفوا بالأبصار وأحيطوا بالاهتمام، تلك الفئة العبقرية في مجالها التي تجدها متألقة بالفطرة، طبيعتها يراها العامة تميزا، كذلك في كرة القدم هناك أصحاب الموهبة الفذة، الذي يرتقون عن الباقين، نجوما وجدوا لترضخ الكرة لأوامرهم، تطيعهم عكس الباقين، منهم لاعب أثبت للجميع أنه ليس كالمعتاد، هداف بسجيته، غريزته هز الشباك دون كلل، يتعطش لافتراس الشباك، عبث بالأرقام وحطمها، اعتل القمة في فترة هينة، عبد الرزاق حمد الله، الهداف الذي أخضع الخصوم وحطم الأرقام.

رأى حمد الله النور في الـ17 من شهر دجنبر سنة 1990، بمدينة أسفي، نشأ وشُعلة عشقه لكرة القدم تزداد توهجا مع كبر سنه، انضم لنادي نجم شباب أسفي الذي شهد لبداياته مع كرة القدم، انتقل بعدها إلى نادي أولمبيك أسفي الذي انطلقت مسيرته الاحترافية معه موسم 2010-2011، قضى حمد الله ثلاث مواسم بقميص الأولمبيك كانت كفيلة ليسطع نجمه ويتعدى التوقعات، في الموسم الثاني سجل 15 هدفا بفارق هدفين عن المتصدر، أما في الموسم الثالث فقد نجح في التوقيع على نفس الرقم في نصف موسم فقط، إذ كان في طريقه لتحقيق انجاز تاريخي وتحطيم رقم هداف الدوري المغربي محمد البوساتي، لو استمر بنفس معدله التهديفي، بيد أن الاحتراف طرق باب حمد الله الذي سرعان ما استجاب له.

خلال شهر مارس من سنة 2013، انتقل إلى نادي أوليسوند النرويجي، مقابل مليون يورو بعقد يمتد لثلاث سنوات، ليكون أول لاعب يحترف بالدوري النرويجي، حمد الله أكد في خروج إعلامي سابق له أن تجربة النرويج كانت صعبة ولكن بإرادته نجح في التغلب على هذا العائق، تألق وكان هداف فريقه وأحد أبرز هدافي الدوري، لعب موسم واحد وسجل 21 هدف من 30 مباراة، اختير ضمن فريق العام بالدوري.

شد حمد الله الرحال سنة 2014 إلى شرق القارة الصفراء، بانضمامه إلى نادي غوانزهو الصيني، في صفقة بلغت 4،8 مليون يورو، موسم واحد قضاه حمد الله وسجل خلاله 29 هدفا من أصل 30 مباراة، واحتل المرتبة الثانية في صدارة ترتيب هدافي الدوري الصيني برصيد 22 هدفا، قرر بعد ذلك مغادرة ناديه الصيني، وقادته رياحه إلى الدوري القطري ليوقع مع نادي الجيش في صفقة بلغت 5 ملايين يورو، لم يخلف حمد الله وعد التألق وظل حريصا على تقديم عروضه القوية، لعب المهاجم المغربي بقميص ناديه لموسمين شارك خلالها في 40 مباراة وسجل 29 هدفا، ليقرر سنة 2017 الانضمام إلى نادي الريان القطري الذي خاض معه 30 مباراة مسجلا 29.

صيف 2018، أعلن نادي النصر عن استقدام حمد الله، في صفقة انتقال حر وبعقد يمتد لـ3 سنوات، أكثر المتفائلين من الجماهير السعودية لم يتوقع تألق اللاعب المغربي لهذا الحد، إذ كانت بدايته صعبة كونه لم يتحصل على فرصة، ظل حمد الله منتظرا متربصا، إلى أن نال فرصة إظهار نفسه وما هو قادر عليه، مباراة تلو الأخرى وعداد الأهداف يلف بطريقة مهولة، غزارة تهديفية لم تشهد لها الأراضي السعودية من قبل، فاللاعب لا يتوانى عن هز شباك الخصوم بالثلاثة والأربعة، حس تهديفي أبهر الجميع، لم يتوقع أحد أن تنفجر موهبة حمد الله بهذا الشكل، استمر في تهشيم مرمى الخصوم، جوائز فردية وأرقام تاريخية حطمها، إلى أن وصل لهدفه الـ34 في الدوري السعودي في أقل من 30 مباراة شارك بها، ليصبح الهداف التاريخي للدوري السعودي كالمهاجم الوحيد الذي سجل هذا العدد في موسم واحد، وينال جائزة أفضل لاعب في السعودية، ويتأكد للجميع أنهم أمام مهاجم من عملة نادرة.

التحق بالمنتخب الأولمبي سنة 2010، كان أحد ثوابت الكتيبة آنذاك، شارك في 16 مباراة سجل خلاله 8 أهداف، قبل أن يتم استدعاءه سنة 2012 إلى المنتخب الأول الذي ظهر معه في 16 مباراة هو الآخر وسجل 7 أهداف، غاب عن المنتخب الوطني لفترة إلى أن عاد اسمه ليُذكر من جديد، فالجميع مقتنع بأحقية حمد الله بالتواجد مع بعثة المنتخب الخاصة بكأس أمم إفريقيا، فهو اللاعب الذي سجل أهداف هذا الموسم أكثر من المباريات التي لعبها، والمغرب في حاجة ماسة إلى خدمات مهاجم من طينته.

حمد الله لاعب من عملة نادرة، قلة من هم مثله في هذه اللعبة، وُجد ليكون مهاجما، هدافا، لا يهدأ حتى يشفي غليله في الشباك، فطرته تقَوده نحو المرمى، غريزته تدفعه إلى هز الشباك، ناجح ومتميز أينما حل وارتحل، يُبهر كل من رآه و ساحر أينما قادته أقداره.


انفصال “كوبل” شهير في “لالة العروسة”

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى