لأول مرة.. المغرب بصدد إنتاج “اليود 131”
كشف عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، أن المغرب سيحقق هذه السنة (2019) إنجازا هو الأول من نوعه، يتمثل في بدء إنتاج مادة اليود “131”، التي ستستعمل في المجال الطبي.
وقال عزيز رباح، مساء أمس الأربعاء، خلال زيارة للمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية، بمعمورة، إنه “يتم التنسيق مع وزارة الصناعة الإعداد لإعلان خبر سار يتعلق بإنتاج مادة اليود التي يحتاجها المجال الصحي في بلادنا، والتي كان يستورد منها المغرب 60 في المائة، لكن بفضل هذا المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية سنحقق إنجازا من أهم إنجازات سنة 2019″.
هذا الخبر أكده مدير المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية خالد المديوري، والذي كشف أن ” المركز أنتج فعليا لأول مرة عينات من مادة اليود 131، وهناك استعداد علمي وتقني وتكنولوجي لبدء إنتاج المادة بهدف تسويقها، وأن ملفا بهذا الخصوص وضع لدى مصالح وزارة الصحة، وينتظر الآن فقط الترخبص لبدء التسويق”.
وأوضح رباح، في ذات الزيارة، أن المغرب انخرط منذ سنوات في الاستعمال السلمي للطاقات النووية، وهو يتوفر على طاقات نووية تستعمل في المجالات العلمية والطبية والصناعية والزراعية، إلى جانب مواكبة التقدم العلمي، مشيرا إلى أن ” العالم يعرف اليوم نقاشات مختلفة بخصوص استعمالات الطاقة في المستقل، وهناك بعض الدول التي ذهبت في اتجاه التقليل من الفحم أو الفيول أو التركيز على الطاقات المتجددة”.
وأشار رباح إلى أنه في إطار الاتفاق الحكومي الذي أبرمته الدول الأعضاء الإفريقية لتعزيز مساهمة العلوم والتكنولوجيا النووية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في القارة الإفريقية، ولجنة التفكير حول الكهرباء النووية وتحلية مياه البحر بواسطة الطاقة النووية، طورت الهيئة شبكة كبيرة ومتنوعة من الشراكات على الصعيدين الوطني والدولي وساهمت بفعالية في تقييم القدرات النووية المتطلبة لخيار الكهرباء النووية.
ويخصوص طموح المملكة إنشاء محطة نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية، شدد وزير الطاقة والمعادن على أن ” هذا الموضوع مؤجل لعدة اعتبارات”مردفا ” المغرب متقدم في هذا المجال من خلال عشرات الأبحاث السنوية التي يقوم بها بتنسيق مع مختبرات وجامعات وطنية ودولية”، موضحا في نفس الإطار أن ” المركز الوطني للطاقة والعلوم والمعتمد من طرف الوكالة الدولية للطاقات النووية، يقوم بتوظيف تطبيقات سلمية للطاقات النووية في مجال الماء والمعادن والصحة، بالإضافة إلى تدريب وتكوين مئات من الأطر والمهنيين والعامين في ناطق الأشعة النووية، كما يدرب حوالي 200 مهني من دول إفريقية في كل سنة”.
من جهته، أكد خالد المديوري، المدير العام للمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية، أن المركز وقع سلسلة من الاتفاقيات مع مؤسسات تعمل في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية في العديد من البلدان، خاصة في إفريقيا، وفي الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وكوريا الجنوبية وبلجيكا وروسيا، موضحا أن “المركز، باعتباره مؤسسة عمومية تعمل على تشجيع استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية في المجالات العلمية والطبية والصناعية والفلاحية، قام منذ تأسيسه بتعزيز موقعه ووسع من نطاق أنشطته ومهامه من أجل الاستجابة للحاجيات الوطنية المتزايدة”، مشيرا إلى أن المركز يستقبل في إطار مجال التكوين، كل سنة، أزيد من 200 من المهنيين الأفارقة.
وأشار المديوري أن المركز ينكب حاليا على بلورة رؤيته الإستراتيجية في أفق 2030 وإعداد مخطط العمل الثلاثي 2020-2022، وفقا للقانون التنظيمي لقانون المالية الجديد،وأن هناك عمل على تطوير وتوسيع استخدام المنتجات الصيدلانية المشعة في الطب النووي للكشف وعلاج العديد من الأمراض خاصة السرطانية منها، مبرزا الجهود المبذولة من قبل المركز والتي “ساهمت في هيكلة الإطار التنظيمي للأدوية المشعة في المغرب والتي تخضع حاليا لأحكام مدونة الأدوية والصيدلة، إذ أنه بفضل جهود المركز انخفض سعر جرعة اليود 131، وهي المادة الأكثر استخداما في مجال الطب النووي بالمغرب من 13 ألف إلى 3000 درهم”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية